الحرية والاستقلال وبناء الاقتصاد
(أبين الآن) خاص
بقلم: المستشار سالم سلمان الوالي – نائب وزير الصناعة والتجارة
في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر كتب الآباء بدمائهم وتضحياتهم أعظم فصول المجد في تاريخ اليمن الحديث حين اختاروا طريق الحرية والاستقلال بديلاً عن التبعية والظلم وفتحوا للشعب أبواب الأمل بمستقبل كريم تسوده الكرامة والسيادة الوطنية.
لم تكن ثوراتهم مجرد انتفاضات ضد الاستبداد بل كانت إعلان ميلاد جديد لوطن أراد أن يكون سيد قراره وصاحب نهضته.
واليوم، ونحن نعيش زمن التحديات الاقتصادية المتراكمة ندرك أن الوفاء الحقيقي لتضحيات أولئك الأبطال لا يكون بالشعارات بل بالعمل والإنتاج. فالثورة التي حررت الأرض والإنسان يجب أن تكتمل بثورة أخرى في ميدان الاقتصاد والتنمية.
علينا أن نحول روح الثورة إلى مشروع وطني اقتصادي يستثمر الطاقات ويشجع المبادرة ويعيد الثقة بالعمل والإنتاج ويفتح آفاقاً رحبة أمام الشباب ليكونوا بناة المستقبل وسواعد التنمية.
إن معركة اليوم ليست معركة بنادق، بل معركة عقول وإرادات عنوانها: الاكتفاء الذاتي والتصنيع الوطني والاستثمار المنتج.
هذه هي معركة الاستقلال الثانية معركة التحرر من التبعية الاقتصادية وبناء اقتصاد قوي يضمن للوطن استقراره وللمواطن كرامته.
ولن يتحقق ذلك إلا إذا آمنّا بأن الإنتاج هو أعظم أشكال النضال وأن حماية الاقتصاد الوطني واجب لا يقل قداسة عن حماية الوطن نفسه.
فبالعزيمة التي صنع بها الآباء فجر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وبروح الأحرار التي لا تعرف المستحيل سنتمكن من تجاوز التحديات واستعادة مكانة وطننا وبناء مستقبل يليق بتضحيات أجيال الثورة والاستقلال.
إنها معركة الكرامة الجديدة… معركة البناء والاقتصاد التي سنخوضها بالعقول والسواعد بالإرادة والعمل، من أجل وطنٍ حرٍّ مزدهرٍ يسوده الأمل والإنتاج لا الفقر والانتظار.
