الرهان الخاسر

قالوا عن الانتقالي إنه ولد ميتًا في العام 2017م، ولكن الانتقالي استمر في طريقه بقوة، حاملًا راية أهداف الثورة الجنوبية ضد المحتل اليمني، راية التحرير والاستقلال. لم يلتفت إلى أصوات الصياح والنياح التي تحاول النيل منه ومن قيادته وقدرته على تخطي الصعاب.

قامت شرعية الاحتلال اليمني بشن حرب عسكرية ضد المجلس الانتقالي وقواته، في محاولة لإسقاطه واسقاط المشروع الوطني الجنوبي الذي يحمله. وعلى الرغم من أن ذلك كان في وقت مبكر لظهور المجلس، استطاع المجلس الانتقالي وقيادته وقواته المسلحة الجنوبية البطلة من الانتصار في تلك المعركة وإفشال مخططات الاحتلال اليمني.

بعد فشلهم في الحرب العسكرية، عملوا على شن حرب إعلامية وحصار اقتصادي بالتخادم مع مليشيات الحوثي، في محاولة لكسر إرادة شعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال في الوقوف خلف المجلس الانتقالي وقيادته السياسية بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي. ومع ذلك، فشلوا.

لجأوا إلى آخر أوراقهم الخاسرة، حيث عملوا على تأجيج حرب الخدمات، فقطعوا الكهرباء والمياه والخدمات الطبية، وحاربوا التعليم، وقطعوا المصالح العامة. ثم اختتموها بحرب العملة المحلية، حيث تعمدوا وضع سياسات مالية أدت إلى انهيار أسعار صرف العملة أمام العملات الأجنبية. ومع ذلك، فشلوا في رهانهم هذا في إسقاط المجلس الانتقالي.

اليوم، لا يزالون يراهنون على إسقاط الانتقالي من خلال هذه الحرب الاقتصادية الخسيسة وقطع المرتبات، ولكنهم فشلوا وسيفشلون.

نقول لهؤلاء المراهنين على هذا الرهان الخاسر: وفروا على أنفسكم قليلًا من الجهد والوقت. فأحداث مثل ذكرى ثورة أكتوبر ليست مجرد مناسبات وطنية أو أحداث ثورية، بل هي حالات من الاستفتاء الشعبي للمجلس الانتقالي وقيادته، وما يحظون به من دعم شعبي طاغٍ. تلك الحشود المليونية تأتي ولسان حالها يقول: اعملوا ما شئتم، فنحن ماضون تحت قيادة المجلس الانتقالي نحو الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية وعاصمتها عدن، شئتم أم أبيتم.