النصر يحتاج ثمنآ باهضآ ومؤلمآ.

رجل تعجز الكلمات ان تصفه وهكذا هم الكبار دائما يولدون كباراً ويعيشون كباراً ويرحلون كباراً ..القائد الشهيد ابو العبد هنية رجل استثنائي بدون منافس واعظم قائد ليس فقط لفلسطين وإنما للأمة العربية والإسلامية خلال السنوات الأخيرة ولا ينكر ذلك إلا من كان في قلبه مرض او يقف في صف اعداء الامة .. الوقوف على حادث الاغتيال والمكان مهم لكن الأهم ان يدرك الجميع عظمة هذا القائد الصنديد والمجاهد الرعديد والمربي الرشيد والعالم المتعبد الزهيد والذي كان فرد بأمة وأمة بفرد .

لم ينم ولم يترك اسرائيل تنام جاء على قدر وقد قدر للقضية الفلسطينية ان تجمد او تتبخر ارضا وانسانا وقدسا فكان صلاح الدين لهذه الارض المباركة تعلم القرآن وتشبع بقيم النضال والتضحية والشجاعة بمدرسة الاخوان وتربى على يد اعظم من انجبت فلسطين من المجاهدين الصادقين الرنتيسي والياسين وقاد حماس والتي هي انقى واشجع واطهر حركة مقاومة في تاريخ النضال الفلسطيني .

أن يترجل هذا الفارس ويرحل الى علييين ليس امرا مستغرباً لأنه من الاساس قد نذر نفسه مشروع انتصار او شهادة وقد قدم كل عائلته شهداء وعرف العالم كله صلابة وايمان هذا العملاق وهو يقدم فلذات كبده واحفاده وعشيرته قرابين فداء بوجه مبتسم لأجل التحرير ومن اجل الأقصى .. نعم رحيله مؤلم لكل احرار العالم من كل الديانات لأنه صار رمزاً للحرية والكرامة الانسانية فقد تجاوز حدود الجغرافيا وسكن هنية بقلب كل الاحرار والشرفاء في العالم وبرغم الم وحزن الرحيل للقائد البطل والقلوب تقطر دما الا انها دموع الإنسانية وليست الهزيمة واليأس .

النصر يحتاج ثمناً باهضاً ومؤلماً وعلى هذا  ربى الشهيد القائد أجيال حماس وهنا تكمن عظمة كتائب القسام وابناء غزة كلما ارتقى قائد او مقاوم تكون النتيجة زيادة صلابة وقوة المقاومة واقترب النصر اكثر واكثر والواقع  خير شاهد ارتقى احمد ياسين وبعده بأسابيع قليلة ارتقى الرنتيسي والعرور في بيروت قبل اشهر وكثير من القادة الميدانيين وكل ذلك ما زاد المقاومة الا عزة وقوة في كل المجالات .

انها كرامة الشهداء ممن قضوا نحبهم وممن ينتظرون الدور من بعدهم رحل القائد الشهيد وبعد رحيله ستندم كثيرا اسرائيل ومن تآمر معها على اغتياله "ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين" وإنا لله وإنا اليه راجعون.