شعب بلا راعٍ
بقلم: حسين السليماني الحنشي
في ظل الظروف الراهنة، يجد الإنسان العاقل نفسه أمام قطيع ليسوا بالعجول أو الذئاب، بل من قطعان بشرية، وكأنك أمام غابة ممتلئة بالوحوش، مما يجبرك على فعل شيء لا يعود بالنفع والفائدة للجميع. ومن أسباب هذه الأعمال التدهور الأمني والاقتصادي، الذي أنتج واقعًا لا يُحسد عليه من البطالة والفقر، مما جعل الفقراء كالفراش المتهافت على النار في الليل المظلم، وجعل اندفاعهم في مسالك لا يعرفونها وتعود عليهم بالخسران. إن السبب الرئيس وراء هذا هو غياب الدولة، إلى جانب تفشي الفساد في السلطة الحاكمة في هذه البلاد. إن الجوع والفقر وتدني مستوى المعيشة يدفعان الإنسان إلى سلوك منافٍ للواقع، ويقودانه إلى أعمال مشينة. حيث أصبح الإنسان يعيش ظروفًا غامضة فرضتها عليه سلطة الأمر الواقع. حيث جعلت الشعب يعيش في ضياع دون حماية ولا راعٍ في كافة المجالات، فالتدهور الأمني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي يعم البلاد. حيث غابت الدولة التي من اختصاصها حماية مواطنيها، وفقدان القائد الوطني المخلص، والأحزاب السياسية الفاعلة، إلى جانب منظمات المجتمع المدني التي فقدت دورها... إن الفساد أصبح اليوم للأسف الشديد أمرًا واقعًا، وأغلب الأطراف المتصارعة في الساحة لا تبحث عن مصلحة الوطن والمواطن، بل تبحث عن مصالحها الشخصية. إن الشعب في بلادي يعاني منذ سنوات من الجوع والمرض، وتدهور في الخدمات الأساسية، وفقدان الرؤية الواضحة لإدارة الدولة. لقد ابتلت البلاد بقيادة لا تعرف الدولة ولا تحسن الحوار الوطني بين مختلف الأطراف، ولا تعمل على بناء الوطن والارتقاء بشعبه. إن الحاجة ماسة اليوم إلى قيادة حكيمة تمتلك الرؤية الواضحة، وتعمل على بناء الدولة، وحل مشكلة البطالة، وإعادة تأهيل وتدريب الكوادر الوطنية من أجل استعادة عجلة التنمية التي غابت كثيرًا عن البلاد.