على مثلك فلتبكِ البواكي يافهمي ،،
(أبين الآن) كتب/ د. سعيد سالم الحرباجي
لقد عاجلك الموت أيها الشاب الرائع وأنت قض طري ، لقد انطفأ نجمك بعد أن كان يتلألأ نوراً وبهاءً وجمالاً ، لقد غاب هلال عمرك قبل أن يستوي مِداره ...
لقد رحلت عنا وقد رسمت ملامح حياتك في وجداننا ، وطبعت حسن سلوكك في حياتنا ،وعمدت أجمل ذكرياتك في نفوسنا ، وسطرت أروع مآثرك في قلوبنا ، وكتبت أعظم مواقفك في واقعنا .
لم ترض أن تكون يوماً على هامش الحياة ، بل كنت حادي الركب للدعوة إلى الله ، ومشعل نور القرآن في نفوس الشباب ، وحامل فكر وسطي نير معتدل .
مضيت حينما توقف الكثيرون ، وصبرت عندما تراخى المتراخون ، وتحملت يوم أن تلكأ المتلكؤون ، واجتهدت حين قصر المقصرون ، وأبيت إلاَّ أن تكون مشعل نور ، ومصباح هداية ،وداعية بصير ، ومربِّ قدوة ، وأستاذ مثالي ، ورجل خدوم ، وإنسان رائع .
وها أنت اليوم تترجل عن صهوة جواد دعوتك التي عشقتها ، وتسلم روحك
إلى بارئها ، وتلحق بقطار الراحلين إلى ربهم ....
وأنت ثابت على مبدأك ، مستقيم على
نهجك ، صابر على مشاق طريقك ، محتسب لأواء مسلكك.
هكذا عرفناك ، وهكذا كان عهدنا بك ،
وهكذا كنت ، وهذا عزاؤنا فيك .
فيا لفقدك يا أبا علي ..
ويا لفاجعة الموت ..
بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي
فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي
بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى
فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي
لقد أنْجَزَتْ فيه المنايا وعيدَها
وأخْلَفَتِ الآمالُ ما كان من وعْدِ
وأولادُنا مثْلُ الجَوارح أيُّها
فقدْناه كان الفاجِعَ البَيِّنَ الفقدِ
وأنتَ وإن أُفْردْتَ في دار وَحْشَةٍ
فإني بدار الأنْسِ في وحْشة الفَرْدِ
أودُّ إذا ما الموتُ أوْفَدَ مَعْشَراً
إلى عَسْكَر الأمْواتِ أنِّي من الوفْدِ
ومن كانَ يَسْتهدِي حَبِيباً هَدِيَّةً
فَطَيْفُ خيَال منك في النوم أسْتَهدي
عليك سلامُ الله مني تحيةً
ومنْ كلِّ غيْثٍ صادِقِ البرْقِ والرَّعْدِ
فرغم قسوة الخبر ، ورغم مرارة الألم ، ورغم فاجعة الرحيل ..
إلا أننا لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى:
إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
صادق العزاء ، وعظيم المواساة للمهندس
أحمد الميسري
و للأخ عبدالله علي الهيثمي
ولجميع إخوانه ..
وكافة آل أحمد علي .


