رصاصة الثأر في سوق مزدحم حين يغيب القانون ويُذبح الأبرياء

رصاصة الثأر في سوق مزدحم حين يغيب القانون ويُذبح الأبرياء

(أبين الآن) كتب: بقلم: علي هادي الأصحري

في زمن الحرب والوجع، كل شيء مؤلم — لكن ما يزيد الجراح عمقاً هو مشهد الثأر المتكرر الذي لم يعد يختبئ في الخفاء أو في أماكن نائية، بل صار يُنفَّذ بدم بارد في قلب الأسواق المزدحمة وبين المارة الأبرياء.

كيف يُعقل أن تُسفك الدماء في سوق القات أو في سوق شعبي مكتظّ بالناس، دون أي اعتبار لحياة الآخرين؟ أي منطق يقود حاملي السلاح إلى إطلاق النار وسط زحامٍ لا ذنب له سوى أن الناس خرجوا لقضاء حاجاتهم أو لكسب لقمة عيشهم؟!

لا نغفل أن الدولة تعاني وترنح تحت وطأة الصراع، لكن أن يتحول كلّ فرد إلى قاضٍ وجلّاد ويأخذ الحق بيده، فهذا هو الانهيار الحقيقي. الثأر هنا لا يمثّل ثقافة شجاعة أو شرفاً، بل هو رجعية قاتلة تُفرغ المجتمع من إنسانيته وتدفعه دوماً إلى المزيد من العنف والانتقام.

الثأر ثقافة جاهلية لا تليق بشعب يسعى للحضارة. ما نراه اليوم ليس أخذ حق، بل قتل عشوائي ينشر الرعب ويهز نسيجنا الاجتماعي. نحن بحاجة ملحّة إلى غرس قيم العدالة وسيادة القانون، وتعليم الأجيال أن القضاء هو صاحب الاختصاص، لا البندقية، وأن الغضب لا يبيح قتل الأبرياء.

رسالتي اليوم واضحة وبسيطة: كفى دماء بلا ذنب — كفى أن تصبح الأسواق ساحات حكمٍ ذاتي. لنعمل معاً على استبدال ثقافة السلاح بثقافة القانون والصلح، لأن من يقتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً.