حين يجتمع الاسم بالصفة يصبح الحضور مضاعفا
في زمنٍ تتعاظم فيه التحديات وتتشابك المسؤوليات، يطلّ علينا نموذجٌ فريد من نوعه في ميدان الإدارة والعمل التربوي نبيل علي شايف الشاعري مدير عام التأهيل بوزارة التربية والتعليم ، الشاب الطموح الذي جمع بين حكمة الخبراء وجرأة الشباب، وبين روح المبادرة ونقاء الخلق.
شاب لم ينتظر أن تصنعه المناصب، بل صنع هو مجده بجهده، ورسم طريقه بثقته وإيمانه العميق برسالته.
نبيل الشاعري منذ أن وطأت قدمه في الوزارة، أدرك أن التأهيل ليسا برامج تُدار بالأوراق والخطط، بل هما رسالة حياة تُبنى على الإيمان بالإنسان أولًا، وعلى أن الاستثمار في العقول هو أعظم استثمارٍ يمكن أن يقدمه وطن لأبنائه فكان من القلائل الذين نظروا إلى التعليم لا كمنظومةٍ جامدة، بل ككائنٍ حيّ يتنفس التطوير ويتغذى على التجديد.
فحين تتأمل طريقته في الإدارة، تدرك أنك أمام قائدٍ يتعامل مع العمل كفنٍّ راقٍ لا كمجرد وظيفة في فكره تقول: “إن الإدارة ليست أوامر تُعطى، بل طاقات تُحفَّز، وإمكانات تُستثمر.”
يرى أن كل معلم بذرة طموح يجب أن تُروى، وفي كل فكرةٍ فرصة يجب أن تُنضج.
هذا النبيل لايترك التفاصيل للمصادفة؛ بل يتابع، يناقش، يصغي، ويحفّز. يعرف أن المعلم حين يُقدَّر يُبدع، وحين يُستمع إليه يُبدّل المستحيل إلى ممكن . بهذه الروح استطاع أن يحوّل إدارة التأهيل إلى ورشة دائمة للتطوير، وإلى حقلٍ نابضٍ بالأفكار والمبادرات التي تواكب العصر وتستشرف المستقبل.
النبالة ليست لقبًا يُمنَح، بل سلوك يُمارَس.
وحين يجتمع الاسم بالصفة، يصبح الحضور مضاعف المعنى...
نبيلٌ بالاسم، ونبيلٌ بالفعل — ذلك هو سر الإدارة التي تُدار بالإنسانية قبل الأنظمة.
ليس كل من يحمل اسم "نبيل" نبيلًا، لكن الإداري الذي كان نبيلًا استحق اسمه مرتين.
لقد جعل من التأهيل ميدانًا لصناعة الكفاءة، وأداةً لبناء القيادات.
يرى أن التعليم دون تأهيلٍ متجدد يشبه جسدًا بلا روح، وأنّ بناء الإنسان هو جوهر كل نهضة وهكذا أصبحت هذا الادارة بقيادته الحكيمة، منارةً للجدارة والكفاءة، ومركزًا لإعادة تعريف مفهوم العطاء المهني والتميز الإداري.
إنّ ما يميز هذا الشابّ النبيل عن غيره ليس فقط كفاءته وخبرته، بل أخلاقه العالية التي تسبق حضوره. يحمل في قلبه تواضع الحكماء، وفي سلوكه أدب القادة. لا يتحدث كثيرًا، لكنه إذا تكلّم أنصت الجميع، لأن كلماته تأتي من صدق التجربة، لا من زخرف القول.
يتعامل مع الجميع بالاحترام ذاته، سواء كان موظفًا مبتدئًا أو خبيرًا مخضرمًا وهذه الإنسانية في التعامل جعلت منه محبوبًا لدى زملائه في الوزارة، ومحطّ ثقة كل من عرفه عن قرب.
رغم صغر سنّه النسبي، فإن خبرته تتجاوز أعمار كثير من الذين سبقوه في الميدان فقد صقلته التجارب، وشحذت عزيمته المواقف، حتى غدا خبيرًا في مجاله، يدير بعينٍ منفتحة على العالم، وبقلبٍ نابض بحب الوطن.
استطاع أن يوازن بين الأصالة والمعاصرة، وبين روح المبادئ ومتطلبات الحداثة، فجمع في أسلوبه الإداري بين التخطيط العلمي والرؤية الإنسانية.
حين تُذكر الكفاءة، يُذكر اسمه. وحين تُروى قصص النجاح، يتوسط صفحاتها. لم يكن النجاح بالنسبة له هدفًا يُحتفى به، بل طريقًا طويلًا من الاجتهاد المستمر.
ينظر إلى كل إنجازٍ على أنه بداية لإنجازٍ أكبر. يرفض أنصاف الحلول، ويؤمن أن التفوق لا يأتي إلا لمن أحبّ عمله ووهبه وقته وجهده.
تحت قيادته، تحوّل التأهيل إلى ثقافةٍ مؤسسية، لا إلى مهامٍ مؤقتة. وأصبح كل مشروعٍ تربوي يمرّ عبر رؤيته أكثر نضجًا وواقعية، وأكثر التصاقًا بحاجات الميدان.
نبيل ليس مجرد إداري ناجح؛ إنه رؤية تمشي على الأرض، تجسّد أن الشباب حين تتوفر لهم الثقة، يصنعون المعجزات.
هو نموذج لجيلٍ جديد من القيادات التربوية الوطنية التي تؤمن بالعمل الجماعي، وتحمل في قلبها حب الوطن، وفي فكرها نور المستقبل.
لقد أعاد إلى العمل التربوي روحه، وإلى الإدارة معناها الإنساني العميق، فصار اسمه مقرونًا بالإنجاز، وذكراه مرادفًا للإلهام.
في مسيرته المتألقة، نرى درسًا بليغًا: أن الإنسان لا يُقاس بعمره، بل بما يتركه من أثرٍ في نفوس من حوله. وها هو اليوم، يعمل مدير عام التأهيل بالوزارة ، يكتب فصولًا من العطاء والنجاح، ليبقى شاهدًا على أن الطموح حين يقترن بالأخلاق، يصنع مجدًا لا يزول، وأن الإخلاص في العمل هو أسمى درجات الوطنية...


