خاطرة شعرية (تشكرات الموت الرحيم)
(أبين الآن) كتب: أحمد مهدي سالم
تسحرني عناقيد الجمال في أعناق
سيدات الحسن المعتق برائحة البرتقال،
وتهز مشاعري المضطربة إحاسيس التعانق، وضجيج لقيا الغرام على بساط من حرير، وأرائك من حريم
تشعل الفتن الأنوثية الطاغية..
رحم الله من أيقظها في وجداني،
وحركها في منامي من الهزيع الأخير
من الخيل والليل والويل وخمر امرئ القيس
التي طال معها ليلنا،
وبكى فيها شقاؤنا،
وذبحنا، في لياليها الباردة، السأم.
انتحرت عصافير حبِّي، وحمامات شوقي
على مذابح العدم،وفيض الألم، وشراك التحالف الظالم، وقهر الندم..
ذاك الذي سقط بقومي من علِ، وجرف الأرض، وقطع الأشجار،
و اغتال في العيون كل فرحة،
وذبح في المدى كل فرخة،
وأمات في النفوس البسمة والصرخة.
قومي موتى سريريًّا، ومعنويًّا،
ولا يدرون أنهم غادروا من زمن الحياة البسيطة، الكريمة،
وباقون، بتوازن منعدم، في نطع الحياة اللئيمة..
في انتظار الطعنة الأخيرة الرحيمة.
شعب عجيب، غريب، حقير يستحق الموت عن استحقاق جدير،
ولاينقصه سوى شكر قاتليه اللطفاء، الطيبين.
شكرًا رجال الخير.


