صنعاء تحت تهديد العصابات.. مقتل شابة أثناء استلام حوالتها المالية

صنعاء تحت تهديد العصابات.. مقتل شابة أثناء استلام حوالتها المالية

(أبين الآن) خاص

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي، جريمة جديدة هزّت الرأي العام المحلي، بعدما أقدمت عصابة مسلحة على قتل الدكتورة وفاء صدام حامد المخلافي أثناء عودتها إلى منزلها في حي الحصبة، أمس الجمعة.

ووفقًا لمصادر متطابقة، فإن الضحية كانت قد خرجت من أحد البنوك في المدينة لاستلام حوالة مالية قدرها عشرة آلاف دولار، قبل أن تتعرض لمطاردة من قبل خمسة أشخاص يستقلون سيارة خاصة. وأفادت المصادر أن الجناة لاحقوها حتى وصلت إلى أحد الشوارع الفرعية في الحصبة، حيث حاولوا سلبها المبلغ بالقوة.

ورفضت الدكتورة وفاء تسليم المال، وحاولت المقاومة والاستغاثة بالمارة، غير أن أفراد العصابة اعتدوا عليها وسددوا لها طعنات قاتلة، قبل أن يفرّوا من المكان ومعهم المبلغ.

شهود عيان أكدوا أن الجريمة وقعت في وضح النهار، وعلى مقربة من نقاط أمنية خاضعة للحوثيين، ما أثار موجة غضب واسعة في الشارع، خصوصًا أن صنعاء تشهد منذ أشهر تصاعدًا في جرائم السطو والقتل والاختطاف دون ملاحقة جادّة للفاعلين.

وأوضح بعض الأهالي أن عدداً من المواطنين لاحقوا الجناة بعد الحادثة، وتمكّنوا من القبض على أحدهم وتسليمه إلى السلطات، بينما فرّ الباقون إلى جهة مجهولة، في وقت لم تصدر فيه الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين أي بيان رسمي حول الواقعة.

وتأتي هذه الجريمة ضمن سلسلة حوادث مشابهة شهدتها العاصمة اليمنية، طالت مدنيين وتجاراً وأطباء ونساء، وسط اتهامات متزايدة لسلطات الحوثيين بالعجز عن ضبط الأمن أو التواطؤ مع بعض العصابات التي تنتشر في الأحياء التجارية والمكتظة.

ويرى مراقبون أن تكرار مثل هذه الجرائم في مناطق سيطرة الحوثيين لم يعد مجرد مؤشر على ضعف أمني، بل يعكس غياب سلطة القانون وهيمنة منطق السلاح، ما يجعل حياة المدنيين، خصوصاً النساء، مهددة في أي لحظة.

ويشير متابعون إلى أن حادثة مقتل الدكتورة وفاء المخلافي تمثل نموذجاً لمأساة يومية تعيشها العاصمة، حيث يختلط الخوف باللامبالاة، ويتحوّل الفشل الأمني إلى جزء من المشهد الاعتيادي في مدينة أنهكتها الفوضى، وكمّم الخوف أفواه سكانها.