عودة سفارة الهند إلى اليمن خطوة دبلوماسية تعيد الأمل بعد 11 عامًا من الحرب

منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل أكثر من عقد اضطرت معظم السفارات الأجنبية إلى إغلاق أبوابها وإجلاء موظفيها وسفرائها من البلاد حفاظًا على سلامتهم في ظل الأوضاع الأمنية المتدهورة هذا الإغلاق الواسع شكّل ضربة موجعة للعلاقات الدبلوماسية بين اليمن والعالم الخارجي وأدى إلى عزلة شبه تامة أثرت على مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والإنسانية ومع مغادرة البعثات الدبلوماسية فقد المواطن اليمني منفذه المباشر إلى العالم وتوقفت الخدمات القنصلية التي كانت تسهّل شؤونه اليومية والسفر والعلاج والتعليم في الخارج.

في خطوة وُصفت بالتاريخية أعادت جمهورية الهند فتح سفارتها رسميًا في العاصمة المؤقتة عدن بعد مرور 11 عامًا على إغلاقها نتيجة الحرب. وجرت مراسم الافتتاح يوم الخميس الموافق 23 أكتوبر/ 2025 بحضور عدد من المسؤولين اليمنيين والهنديين إيذانًا ببدء ممارسة مهامها الدبلوماسية من داخل العاصمة المؤقتة.
تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من عمل السفارة من خارج اليمن خلال فترة الحرب وتجسد حرص الحكومة الهندية على تعزيز حضورها الدبلوماسي وتقديم خدماتها القنصلية للمواطنين من داخل الأراضي اليمنية.
 كما تعكس رغبة نيودلهي في دعم جهود الاستقرار وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة ومن المتوقع أن تسهم عودة السفارة في تعزيز التعاون بين البلدين لا سيما في المجالات الاقتصادية والإنسانية والتعليمية.

عانى اليمنيون خلال السنوات الماضية من غياب السفارات الأجنبية في بلادهم ما جعل الحصول على أبسط الخدمات القنصلية مهمة شبه مستحيلة فإصدار التأشيرات وتجديد الجوازات وتصديق الوثائق الرسمية وحتى الحصول على المساعدات الإنسانية بات يتطلب السفر إلى دول مجاورة وهو ما شكل عبئًا ماليًا ومعنويًا كبيرًا على المواطنين كما أن غياب التمثيل الدبلوماسي انعكس سلبًا على الاقتصاد والاستثمار وأضعف التواصل الدولي وأدى إلى تراجع فرص العمل وتفاقم المعاناة الإنسانية.

تمثل عودة السفارات الأجنبية وفي مقدمتها السفارة الهندية، بارقة أمل لليمنيين في استعادة حضور الدولة وعلاقاتها الدولية فعودة البعثات الدبلوماسية ستسهم في تعزيز التعاون السياسي والاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وتطوير الخدمات القنصلية بما يسهم في تحسين الوضع الإنساني والمعيشي كما أنها مؤشر على تحسن الوضع الأمني في العاصمة المؤقتة عدن واعتراف متزايد بالجهود المبذولة لإعادة تطبيع الحياة في المناطق المحررة.

ويرى مراقبون أن الخطوة الهندية قد تفتح الباب أمام مزيد من الدول لإعادة فتح سفاراتها في اليمن بما يمهد لمرحلة جديدة من الانفتاح الدبلوماسي والاستقرار السياسي.