مكتب همام العمري للمقاولات.. نجاح يتحدث عنه العمل وجودة تصنع الثقة

مكتب همام العمري للمقاولات.. نجاح يتحدث عنه العمل وجودة تصنع الثقة

(أبين الآن) كتب: خالد دهمس

تمر حياة الإنسان بمحطات وتجارب متعددة، يخفق في بعضها ويُوفق في أخرى، لكن أصحاب العزيمة الصلبة والإرادة الصادقة لا يعرفون المستحيل. فالإصرار والخبرة والإخلاص هي مفاتيح النجاح التي تصنع الفرق، وهو ما جسّده المقاول همام عبدالله قاسم العمري، ابن مديرية سرار بمحافظة أبين، الذي بدأ مشواره المهني من الصفر، ليصبح اليوم أحد أبرز المقاولين الشباب في المحافظة.

يستعيد المهندس همام العمري بداياته قائلاً:

بدأت كعامل أجير بالأجر اليومي، ثم سعيت لتطوير مهاراتي الفنية حتى أصبحت معلماً (فني بناء)، وبعدها كوّنت فريق عمل صغير وبدأت بأخذ مقاولات من الباطن، إلى أن تمكنت من تأسيس مكتبي الخاص عام 2007م باستقلالية تامة دون شراكة مع أحد."

ويضيف العمري أن طريق النجاح لم يكن مفروشاً بالورود، بل مليئاً بالصعوبات وقلة الإمكانيات، لكن الإرادة والالتزام بالمصداقية والجودة كانت الركيزة التي اعتمد عليها لتأسيس اسم قوي في سوق المقاولات.

معايير الجودة.. أساس النجاح

يؤكد العمري أن النجاح في عالم المقاولات لا يعتمد فقط على المهارة الفنية، بل على منظومة متكاملة من التخطيط والإدارة والالتزام بالمواصفات.
ويقول:

نحرص في مكتبنا على استخدام مواد بناء عالية الجودة، والتقيد الصارم بالمواصفات الهندسية، وتنفيذ الأعمال وفق الجداول الزمنية المحددة، مع الحفاظ على بيئة عمل آمنة والسلامة المهنية "

كما يشدد على أن إدارة الوقت والتواصل الفعّال مع الجهات المنفذة والموردين، وبناء فريق عمل متناغم، هي مفاتيح التفوق في كل مشروع.

175 مشروعاً في رصيد المكتب

منذ تأسيس مكتب العمري للمقاولات العامة عام 2007م، نفّذ أكثر من 175 مشروعاً حكومياً وخاصاً، شملت قطاعات التعليم والصحة والمياه والبنية التحتية والمساجد.
ومن أبرز تلك المشاريع:

مدرسة أمها حطاط بمديرية سرار (2008م) – أول مشروع للمكتب.

مركز الأمومة والطفولة بسرار.

الوحدات الصحية في حميشانه وباتيس بخنفر.

مشروع رصف حي النصر وشارع الزراعة بزنجبار بمواصفات هندسية دقيقة.

مشروع الرصف الحجري لعدد من الشوارع الفرعية في زنجبار بتكلفة تجاوزت مليار و200 مليون ريال.

شق طريق قرن المسوح بسرار.

رصف حجري لمدينة أحور عبر الصندوق الاجتماعي 

ويؤكد العمري أن جميع هذه المشاريع نُفذت بمعايير دقيقة وبتفانٍ كبير، رغم ارتفاع أسعار المواد وتحمل المكتب فروقات مالية حفاظاً على سمعته.

الصعوبات والتعاون المجتمعي

لم تخلُ المسيرة من التحديات، إذ واجه المكتب صعوبات تتعلق بظروف التمويل وتداخل المصالح المحلية، إلا أن التعاون المجتمعي والدعم الذي حظي به من الأهالي والسلطة المحلية والمجلس الانتقالي في المديرية، كان له دور كبير في تذليل العقبات وتحقيق النجاح.

ويقول العمري:
بفضل تعاون الأهالي والجهات الرسمية، استطعنا إنجاز مشاريعنا بجودة عالية، وشهدت مناطق يافع وخارجها نماذج ناجحة من أعمالنا."

الالتزام والدقة.. عنوان الثقة

يتبع مكتب العمري فلسفة قائمة على الالتزام بالمواصفات والدقة في التنفيذ، ما يقلل الأخطاء ويوفر الوقت والتكاليف.
وقد شهدت جهات عدة بكفاءة المكتب، منها الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عدن، ومكتب الأشغال العامة، ومنظمتي كير وUNOPS، مؤكدين على التزامه بالمعايير والمواصفات الدولية.

إشادة بنجاح المشروع النوعي في زنجبار

من أبرز قصص النجاح التي وثقها صندوق الأشغال العامة كانت لمشروع الرصف الحجري في زنجبار، حيث أشاد المهندس عارف صالح عبدالله بالتنفيذ الدقيق، مشيراً إلى أن الشوارع التي كانت تتجمع فيها مياه الأمطار أصبحت بعد المشروع نظيفة وخالية من الركود خلال نصف ساعة فقط من هطول المطر، بفضل العمل الاحترافي لفريق العمري.

الإنسان قبل العمل

لا يقتصر نجاح همام العمري على الجانب الفني فحسب، بل يمتد إلى التزامه الإنساني، فهو معروف بين عماله بتعامله الكريم وتطبيقه لمقولة:

أعطِ العامل حقه قبل أن يجف عرقه.”
وهو ما انعكس إيجاباً على أداء فريقه، إذ يعمل بروح واحدة لتحقيق الجودة والإبداع.

ختاماً

المقاول همام العمري نموذج يُحتذى به في المثابرة والإخلاص والاحترافية، قصة نجاح يمنية بامتياز تثبت أن الإصرار والأمانة وجودة العمل تصنع الفرق، وأن النجاح الحقيقي هو ما تتحدث عنه الأعمال لا الأقوال.