رحيل الدكتور زغلول النجار.. عالم الجيولوجيا الذي كرّس حياته لربط العلم بالإيمان

رحيل الدكتور زغلول النجار.. عالم الجيولوجيا الذي كرّس حياته لربط العلم بالإيمان

(أبين الآن) – متابعات

فُجع الوسط العلمي والدعوي العربي، مساء الأحد 9 نوفمبر 2025م، بوفاة الداعية والعالِم المصري الدكتور زغلول راغب النجار، عن عمر ناهز 92 عامًا، في الأردن، حيث يُشيّع جثمانه اليوم الاثنين، بحسب ما أعلنت صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”.

وُلد النجار عام 1933 في محافظة الغربية بمصر، وحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة. ودرس في كلية العلوم بجامعة القاهرة وتخصّص في الجيولوجيا، متخرجًا عام 1955 بمرتبة الشرف، قبل أن يحصل على الدكتوراه من جامعة ويلز البريطانية عام 1963.

تميّز الدكتور النجار بمسيرة علمية حافلة داخل وخارج مصر، إذ ساهم في تأسيس قسم علوم الأرض بجامعة الكويت، ثم عمل أستاذًا في جامعات بريطانية وأمريكية، من بينها جامعة كاليفورنيا، وشارك في مؤتمرات علمية ودعوية حول العالم.

وخلال العقود الأخيرة، تحوّل النجار إلى أحد أبرز الوجوه في مجال الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، حيث كتب مئات المقالات وألف عشرات الكتب والموسوعات التي تُرجمت إلى عدة لغات، ونال عام 2006 جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تقديرًا لجهوده في هذا المجال.

كما عُرف بدفاعه القوي عن القضية الفلسطينية، وبتبنيه خطابًا يجمع بين الإيمان والعلم الحديث، عبر محاضراته وبرامجه التلفزيونية التي تابعها الملايين في العالم العربي.

ورغم الانتقادات التي وُجهت إليه من بعض الأكاديميين حول تفسيراته العلمية للآيات القرآنية، ظل النجار يرى أن القرآن كتاب هداية يحمل في آياته إشارات كونية تدعو للتفكر في عظمة الخالق.

وفي عام 2010 منحته جامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا الدكتوراه الفخرية، بحضور رئيس الوزراء مهاتير محمد، قبل أن ينتقل إلى الأردن لتأسيس قسم “الإعجاز العلمي” في جامعة العلوم الإسلامية العالمية، حيث أقام حتى وافته المنية بعد صراع مع المرض.

رحل الدكتور زغلول النجار تاركًا إرثًا علميًا وفكريًا واسعًا بين مؤيديه وناقديه، لكنه اتفق الجميع على أنه أحد أبرز من سعوا إلى مدّ الجسور بين النص القرآني والبحث العلمي الحديث.