زيارة غيرت المسار

قبل أن أعزم على زيارة مؤسسة روابي ردفان الخيرية، كنت غارقًا في سيلٍ من التيه، على وشك أن يبتلعني الإحباط، وقد شارف اليأس أن يتملكني تمامًا، لكن ما إن وقفتُ على أعتاب تلك المؤسسة الإنسانية حتى شعرتُ كأن الحياة قد عادت إليّ من جديد، وتجدد في داخلي الأمل والنشاط، إذ وجدت في رئيسها الدكتور عبدالرزاق محسن البكري الأخ الصادق والمحب الذي لا يبخل بالنصيحة ولا بالمشورة.

ركبت سيارتي عائدًا إلى عدن، أحمل في داخلي العزم والإصرار والطموح، وكأنني كنت في غيبوبة طويلة، أعادتني منها كلمات صادقة ونقية خرجت من قلبٍ مؤمنٍ بالخير، مؤمن بالعطاء.

أحيانًا لا نحتاج سوى كلمة، أو همسة، أو نصيحة صادقة، أو دفعة معنوية ترد الروح، كل ذلك وجدته في لحج – صبر – الجرباء، في حضن مؤسسةٍ تعمل بصمت وتزرع الخير في القلوب قبل الميادين.

نصيحتي لكل من يعمل في المجال الإنساني

زوروا مؤسسة روابي ردفان الخيرية، فهناك ستجدون ما وجدتُه أنا... دفء الإنسانية، وصدق العطاء، ونقاء القلوب.

كم نحن بحاجة لأن نزور بعضنا البعض، وننصح بعضنا البعض، فكيف سنكون روادًا للعمل الإنساني وبيننا أنانية أو حب ذات؟

لا يمكن أن يجتمع الخير والعمل الإنساني في قلبٍ تملؤه الأنانية أو الحسد أو الحقد.

نحن بحاجة إلى قلوبٍ كقلب الدكتور الإنسان عبدالرزاق محسن البكري — قلبٍ يعطي بلا منّ، وينصح بلا أذى، ويوجه نحو الخير بصدقٍ ومحبة، هكذا يكون رُوّاد العمل الإنساني يعطون ولا يبخلون، يرفعون غيرهم ولا يحبطونهم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

أما من يقول نفسي نفسي، فذلك بعيد عن روح العطاء وأهداف العمل الإنساني، تجرّدوا من حب الذات، وامنحوا مما تعرفون لغيركم، فالتوفيق والنجاح بيد الله، لا بذكائنا ولا بحرصنا ولا بفهمنا.

تحية وتقدير لأخي الدكتور الإنسان عبدالرزاق محسن البكري، ولتكن روابي ردفان دائمًا نموذجًا يُحتذى به في العمل الإنساني النبيل.

ودمتم سالمين