معرض دولي يستعيد ذاكرة مينائي مرسيليا وعدن اللذين شكّلا بوابة للتجارة والثقافة
فرنسا ( أبين الآن) خاص
تستعد مدينة مارسيليا الفرنسية لافتتاح معرض دولي استثنائي بعنوان "عدن – مارسيليا: من ميناء إلى آخر" خلال الفترة من 21 نوفمبر الجاري وحتى 29 مارس 2026، في مركز لا فييل شاريتيه بالميناء القديم. ويقدّم المعرض، المنظم بالشراكة بين مدينة مارسيليا ومتحف اللوفر في باريس، رحلة بصرية وتاريخية تمتد لقرنٍ كامل من التبادل التجاري والثقافي، عبر مجموعة نادرة من القطع الأثرية والوثائق الأرشيفية المُستقدمة من متاحف عالمية مرموقة.
ويضم المعرض أعمالاً فنية يمنية، وقطعًا أثرية مُعارة من متحف اللوفر والمتحف البريطاني ومتحف تاريخ الفن في فيينا ومتاحف برلين، إلى جانب مقتنيات خاصة، في إطار شراكة علمية طموحة تعيد قراءة الدور المحوري لميناء عدن ودلالاته الحضارية عبر التاريخ. كما يسلّط الضوء على حضور اليمنيين الذين استقروا في مارسيليا منذ القرن التاسع عشر، من خلال شهادات وفنون تجسد عمق الروابط بين المجتمعين.
وأكد رئيس الجالية اليمنية في مارسيليا الأستاذ طه عون، أن المعرض يشكل مناسبة مهمة لاستعادة المكانة التاريخية لميناء عدن الذي مثّل شريانًا اقتصاديًا وسياسيًا لليمن لعقود طويلة، قبل أن يتراجع دوره الحيوي بفعل الحرب. مشيرًا إلى أن فكرة المعرض تأتي امتدادًا لاتفاق توأمة أُبرم عام 2009 بين مينائي عدن ومارسيليا، غير أن الاضطرابات السياسية حالت دون تنفيذه.
وأضاف "عون" أن هذا الحدث الثقافي يعيد تأكيد مكانة لا فييل شاريتيه كمركز عالمي للبحث والحفظ والتفاعل مع التراث الإنساني، كما يبرز الحاجة الملحّة لحماية التراث اليمني المُهدد جرّاء النزاعات، محتفيًا بثراء الحضارة العربية الجنوبية ولا سيما حضارة مملكة سبأ، وبالدور الاستراتيجي لليمن في مسار الحضارات قبل الإسلام.


