فالشباب الذي يبحث عن المعنى لايهرب من الحياة بل يعيد تعريفها.
بقلم: موسى المليكي.
نرى اليوم ظاهرةً واضحة لا تحتاج إلى كثير تأمل: ساعات طويلة يقضيها الشباب أمام الشاشات، يتابعون مقاطع مضحكة، أو محتوى تافهاً لا يُضيف إلى عقولهم ولا إلى حياتهم شيئاً. والنتيجة؟ امتلاء الأذهان بالصور والمشاهد، وفراغٌ داخليّ من الفكر والمعنى.
خذ مثالاً: شابّ يتابع يومياً صُنّاع محتوى يملؤون وقته بالنكات والمقالب، لكنه حين يُسأل عن هدفه في الحياة أو فكرته عن المستقبل، يصمت. هذا الصمت ليس عجزاً لغوياً، بل فراغٌ في الرؤية.
وفي المقابل، شابّ آخر يُخصّص من وقته ساعة يومياً لقراءة كتاب، أو الاستماع إلى محاضرة فكرية، أو تأمل آية من كتاب الله. هذا الشاب ببطءٍ يبني داخله، يكوّن منظومةً فكرية تجعله يرى الأشياء على حقيقتها.
التفاهة لا تُقتل بالمنع، بل بالامتلاء. حين يمتلئ القلب بالمعنى، تضيق عليه المساحات الفارغة.
ولذلك فالمعركة الحقيقية ليست بين “الترفيه” و”الجدّ”، بل بين “الوعي” و”الفراغ”.
والطريق العملي لذلك يبدأ بخطوات بسيطة:
. خصّص وقتاً يومياً لتغذية فكرك كما تُغذّي جسدك.
. انتقِ ما تتابعه على الإنترنت كما تنتقي طعامك.
. صاحب من يُلهمك بالمعرفة لا من يُغريك بالتسلية.
. واجه نفسك بالسؤال الصادق: “هل ما أفعله اليوم يقودني إلى إنسانٍ أريد أن أكونه؟”.


