المواطن الحضرمي الأنموذج الرائع

الرقي والحضارة والثقافة ونظافة المظهر والمخبر هي صفات متأصلة في المواطن الحضرمي، فالحضرمي بشكل عام لا يعرف السرقة ولا الرشوة ولا البسط ولا البهررة ولا التسول، ولا يطرق للفساد بابًا، فهو رمز للأنفة والنظافة، فهم أصل الحضارة والثقافة، فلا يجدر بنا أن نراهم هذه الأيام في وضع بائس، ولكن يجب أن يُعطى الحضرمي حقه في العيش الكريم، فالمواطن الحضرمي يعيش في محافظة تسبح على ثروة ستجعل منه أنموذجًا للإنسان الراقي في مركبه ومنزله ومعيشته في العالم كله، فلا يليق بالساسة أن يجعلوا الحضارم يصلوا إلى هذا الحال المزري من غياب الخدمات ووضع معيشي لا يطاق، فما جعلني أكتب مقالي هذا هو ما رأيته وعايشته لزملاء من حضرموت هم أوائل دفعهم في الدراسة في كل المراحل منذ البكالوريوس حتى الدكتوراة إلا أنهم لا يجدون عشر ما يجده غيرهم من نعيم هذه الحياة، أتعلمون لماذا؟ لأنهم يطبقون تعاليم الدين الإسلامي كلها فلا يعرفون للرشوة طريقًا، ولا يسرقون ولو كانت الطرق فسيحة للسرقة، ولا يقصرون في أعمالهم بل أنهم الأنموذج لكل فضيلة، لهذا تراهم في هذا المجتمع الغابة يعيشون حياة الفاقة، ولو عرف الناس قدرهم ومكانتهم لجعلوا العيون والقلوب مسكنًا لهم.

شاهدت برنامجًا تلفزيونيًا يعرض حضرميًا لا يجد الدقيق في بيته، فذرفت دمعة من عيني حزنًا على أبناء حضرموت الذين يعيشون في محافظة ثرواتها تعادل ثروات دول الخليج مجتمعة وربما أكثر، ولكنهم حرموا من تلك الثروات في محافظتهم، وجرهم اللصوص وبلاطجة السياسة لمربع الفقر والحاجة والعوز، فالحضرمي بطبعه يفضل الموت ولا أن يمد يده على لقمة حرام.

كرموا الإنسان الحضرمي فهو أهل للتكريم اتركوه يعيش في محافظته ويتنعم بثرواتها، فإنه لا يليق بنا أن نرى حضرميًا يشكو الحاجة، فإذا رأيتم حضرميًا يشكو الحاجة فاعلموا أن البلاد يقودها لصوص وليسوا أي لصوص فهم لصوص مبهررون، لا يستاهلون أن يحكموا وأبناء حضرموت يشكون الفقر، فمتى رأيت الحضرمي يعاني فاقرأ على الدنيا السلام.

تحية لأبناء حضرموت فرسان العلم والقرطاس والقلم، تحية لهم فهم رمز لكل فضيلة.