الحياء.. أغلى ما عند المرأة.!!
بقلم: _منصور بلعيدي_
حين قالت السيدة مريم العذراء: "يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا"، كانت تعبر عن أن الشرف والحياء أغلى من الحياة نفسها.
كلمات تحمل في طياتها معاني عظيمة، فهي تذكرنا بأن قيمة المرأة لا تقاس بجمالها أو مالها، بل بخلقها وحيائها، ذلك الكنز الثمين الذي يميزها ويجعلها رمزًا للعفة والكرامة.
وفي قصة موسى عليه السلام مع فتاة مدين، نجد أن الله تعالى وصفها بأنها "تمشي على استحياء"، ولم يذكر طولها أو شكلها، بل أشار إلى أغلى ما فيها: الحياء. هذا الوصف يحمل رسالة عميقة، أن الحياء هو زينة المرأة وكنزها الحقيقي، وهو ما يفتقده الكثير في زمننا هذا، حيث تراجعت قيم الحشمة والوقار، وأصبح الكثيرون يستهينون بقدسية الحياء.
إن الحياء هو الحصن المنيع الذي يحمي المرأة ويصون كرامتها، وهو السلاح الذي يميزها عن غيرها، ويجعلها رمزًا للعفة والطهر. فبغيابه، تفقد المرأة مكانتها، وتصبح عرضة لكل ما يسيء إليها وإلى مجتمعها.
وفي زمن تتغير فيه المفاهيم، وتنتشر فيه مظاهر الانحلال، يبقى الحياء هو الحصن الأخير الذي يجب أن نتمسك به، لنحافظ على أخلاقنا، ونحمي قيمنا، ونبني مجتمعات تتسم بالاحترام والكرامة. فليعلم الجميع أن الحياء ليس ضعفًا، بل هو قوة، وهو تاج المرأة الحقيقي، الذي يرفع من قدرها ويجعلها رمزًا للفضيلة.
فلنحافظ على حيائنا، فهو أغلى ما نملك، ولنجعل من الحياء شعارًا نتمسك به، ليظل درعًا يحمي كرامتنا، ويعبر عن عفتنا، ويعكس جمال أخلاقنا في زمن يفتقد فيه الكثيرون لقيم الحياء...


