وثأرت كتائب القسام لهزائم العرب ،،
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
بعد صمود إسطوري لشعبنا في غزة ، وقتال رجولي لفصائل المقاومة ...وبعد إدارة ناجحة لقيادة حماس ( عسكرياً ، وسياسياً ، وإعلامياً ، وأمنياً ، وإنسانياً ) ..
ها هي قوى الإستكبار العالمي بقيادة أمريكا تعلن عن هزيمتها ، واستسلامها ، وإذعانها لشروط ( حماس ) .
وها هو ( النتن ياهو بعد 471يوماً ) يوقع - مرغماً - على اتفاق وقف إطلاق النار ، والانسحاب من قطاع غزة ، وإطلاق سراح المعتقلين من سجون الاحتلال.
وبهكذا خطوة - متوقعة - تعلن إسرائيل رسمياً عن عجزها تنفيذ ما وعدت به من القضاء على المقاومة ، وترفع الراية البيضاء ، وتقبل بوقف إطلاق النار وإعلان الهزيمة .
وهنا تكون كتائب القسام قد ثأرت لهزائم الجيوش العربية المخزية أمام إسرائيل عام ( 1967م) ، وغسلت العار الذي لحق بالأمة نتيجة تلك الفضيحة المدوية ، وأعادت توجيه البوصلة إلى مسارها السليم
ففي ذلك التاريخ تبجحت إسرائيل أنها هزمت أربعة جيوش عربية مجتمعة في ساحة قتال مباشرة... ( الجيش المصري ، السوري ، والأردني ، العراقي ) وبمساعدة فنية من لبنان والجزائر والسعودية والكويت ) .
إستمرت المعركة { ستة أيام فقط } حيث استطاعت إسرائيل - وبضربة خاطفة- أن تدمر ( 25) مطاراً عسكرياً مصرياً ، ونحو ( 85٪ ) من الطائرات المصرية وهي جاثمة على الأرض ، وتم تدمير ( 75 % ) من العتاد العربي و ( 21،500) قتيلاً عربياً ،و ( 45 ) ألف جريحاً و ( 600 ) أسيراً عربياً ، و( 500 ) ألف نازحاً ، ومهجراً ، ومشرداً .
وأحتلت إسرائيل كل فلسطين ، والجولان ، ومزارع شبعا ، وكامل سيناء ، وجزيرتي تيران وصنافير .
{ للأسف كل ذلك تم في ستة أيام فقط ....فيا له من عاااااار } !!!!
اليوم كتائب القسا بإمكاناتها البسيطة تصمد ( 471) يوماً أمام هذه الحرب الصليببة الحاقدة بقيادة أمريكا ، وخلفها دول أوروبا ، ومن خلفهم تآمر عربي ، إسلامي معيب .
بل واستطاعت أن تقاوم آلة الموت الفظيعة التي استخدمها اليهود ، وألحقت بهم ضرراً مادياً ومعنوياً ، وتمكنت من قتل أعداداً كبيرة من الجنود ، وأسرت عدداً آخر ، ودمٌرت آليات عسكرية من أحدث الأنواع .
وها هي اليوم تتوج هذا الصمود الأسطوري بنصر مؤزر مبين ، وترغم إسرائيل على وقف إطلاق النار ، والانسحاب من قطاع غزة - وهي ذليلة - وإطلاق سراح آلاف الأسرى من سجون الاحتلال .
لقد أحيت كتائب القسام روح الأمل لدى الأمة ، واستردت ألق الجهاد ، واستعادت الثقة بانتزاع النصر ، وإمكانية هزيمة المشروع الصليبي ، وأثبتت {أنَّ إعداد الرجال} ، وتربية الشباب أعظم بكثير من تشييد المدن وبناء ناطحات السحاب...
يبني الرجال وغيره يبني القرى ** شتان بين قرى وبين رجال .
وصدق الحق إذ يقول :
{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ } .
( إنهم رجال )
وهذا هو فارق المعادلة اليوم بين كتائب القسام ، وجيش الاحتلال الذي يصنف بأنه من أقوى جيوش العالم ، وهذا هو سر النصر ، وهذا هو عامل الهزيمة ، وهذا هو إكسير النجاح ، وهذا هو السد المنيع الذي تحطمت على ظهره الجيوش الصليبية اليهودية في غزة .
لقد استشرفت حماس تلك الحقيقية ، واستلهمت هذا المبدأ ...فأعدت الرجال الذين شاهدهم العالم كله وهم يسطرون أروع الملاحم البطولية في صور يعجز التعبير عن وصفها.
لقد أثبتوا أنهم أقوى من السلاح ، وأمضى من السيف ، وأثمن من العتاد ..
وقد جسدوا ذلك على أرض الواقع ، وتحققت على آياديهم هذه المعجزات التي أذهلت العالم ، وتلاشت أمام ثباتهم ، وصمودهم ترسانة الغرب الصليبي .
(إنَّه طوفان الأقصى )