ضعف الذاكرة وصعوبة الاستذكار ..
بداية لابد من الإشارة إلى واحدة من أبرز صفات البشر وهي "النسيان" ولأهميتها تناولها القرآن الكريم في حال أبينا آدم عليه السلام في قوله تعالى في سورة البقرة :
(وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ)
وقال تعالى في سورة الكهف عن الخضر عليه السلام :
﴿ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ﴾
وقال تعالى عن محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الأعلى :
(سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰٓ)
وقال جل شأنه عن المؤمنين في آخر البقرة :
(رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا)
وفي الحديث : {رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه}
والنسيان هو : ذهاب الأمر المعلوم من حافظة الإنسان كما قال بن عاشور وسبب ذلك إما لضعف في الذاكرة أو الجسم أو كليهما وإما لتغافل وغفلة ومصلحة .
وبناء على ما سبق يتضح أن النسيان طبيعة بشرية وليس مدعاة للانتقاص بل وليس ذنبا أو خطيئة تستدعي جلد الذات فالأنبياء كانت أسهمهم مرتفعة في ذلك المضمار ووصف الله المؤمنين بأنهم يطلبون دوما من الله تجاوزه عن نسيانهم وجعل خصوصا أمة محمد صلى الله عليه وسلم في حل مما نسوه .
فإذا كنت تعاني من ضعف الذاكرة وصعوبة الاستذكار وتلحظ تراجعا في ناتج المذاكرة فإليك بعض الخطوات التي يمكن أن تسهم في تحسين الذاكرة وهي :
1-أطفئ جوالك لأوقات معينة
2- ضع مسافة بينك وبين العالم الرقمي
3- قلل مُدخلات عقلك
4- أجِّل أنشطتك الممتعة إلى ما بعد المذاكرة أو الاستماع ومن ثم تناول أنشطتك الممتعة لتكون كمكافأة لك
5- تجنب الأنشطة والسلوكيات التي تفرز الدوبامين كونه يفقدك التركيز بل ويعدمه احيانا كالقلق والتوتر والحزن واستعادة الذكريات الأليمة وكمتابعة مقاطع الريلز وإدمان المراسلة والتصفح ومتابعة الأخبار ومجالسة الثرثارين وإجراءك للمقارنات
6- ذاكر مباشرة أو اقرأ بعدما تصحو من نومك أو غفوتك.
7- كل نشاط بعد استيقاظك يأخذ جزءا من تركيزك ولن تستطيع استعادة ذلك التركيز إلا بالنوم وإذا حاولت استعادته بالمنبهات مثل القات أو القهوة فإنك تضاعف إجهادك الذهني وتفقد المعلومات بسرعة ويضعف تركيزك وينخفض الاستذكار لديك إلى أقل مستوياته وربما يصبح صِفْراََ في بعض الأوقات وهنا يحضر القلق لديك ليشكل إضافة سلبية قوية فلا تستطيع استذكار ولو حرفا واحدا رغم أن المعلومات مخزنة بدماغك لكن الاجهاد الذهني والبدني المصحوب بالقلق حال بينك وبين التذكر فقط
8- لا تحاول إختبار استيعابك واستذكارك بنفسك فإن النتيجة هنا تكون شبه كارثية حيث ترى نفسك وكأنك لا تذكر شيئا فتنهار أعصابك وتشك في نفسك ويرتفع لديك (الدوبامين مصحوبا بأخيه الكورتيزول) وهنا تصبح أشبه بمن يجلب لنفسه آلاما ثلاثة قاتلة :
أولها / استذكارك بنفسك لنفسك وهذه طريقة خاطئة فاشلة ضارة والأصل أن تهيئ نفسك بالنوم والراحة والهدوء وبرود الأعصاب للوقت الذي ستطرح عليك الاسئلة شفويا أو تحريريا أو تمر بمواقف معينة تستدعي حضور المعلومات من باب الشيئ بالشيئ يذكر
ثانيها / القلق الذي يجلب لك الدوبامين
ثالثها / التوتر الذي يجلب لك الكورتيزول وكل هذا لأنك حاولت الاستذكار بطريقة غير صحيحة
9- قراءة المادة لمرة واحدة تعطيك ثقافة عن الموضوع ذلك لمدة 30 سنة وقراءتها لمرتين تعطيك فكرة كافية عن الموضوع لمدة 50 سنة أما قراءتها لمرات ثلاث فتجعلك ملما بالموضوع مدى الحياة
10- مدة التركيز بعد :
-النوم = 90 دقيقة
-الرياضة =50 دقيقة
-الغفوة =40 دقيقة
-الراحة =30 دقيقة
-الارتياح =20دقيقة
-الأكل = 10 دقائق
-الهاتف = 5 دقائق
-الاجهاد =صفر
وللعلم فإن العرب في عصرنا الحاضر هم أكثر شعوب الأرض إجهادا وأقلها إنتاجا .
يبقى السؤال :
أكووو عرب ؟ !