معركة التحرير والتنمية.. مسؤولية وطنية قبل الانتماءات الحزبية

في خضم ما يمر به الشعب اليمني من معاناة يومية نتيجة الحرب والانقسام والانهيار المؤسساتي، تبرز أهمية الدور المحوري لوسائل الإعلام والإعلاميين والناشطين من مختلف الانتماءات والتوجهات، في دعم معركة الشعب اليمني الكبرى معركة التحرير والتنمية، واستعادة دولة المؤسسات.

فليس خافياً على أحد أن الوطن يمر بمرحلة مفصلية، تتطلب تكاتف الجهود وتوحيد الصفوف، لا سيما من قبل الإعلام، الذي يمثل أداةً مؤثرة في توجيه الرأي العام وتشكيل الوعي الجمعي. ومن هنا، فإن على كل المنصات الإعلامية والإعلاميين والناشطين أن يدركوا حجم التحديات التي يواجهها الوطن، وأن يعوا أن حيادهم أو تشرذمهم في هذه اللحظة الحساسة لا يخدم سوى العدو الحقيقي المليشيات الحوثية التي تسعى لإطالة أمد الصراع وتقويض الدولة.

إن المعركة اليوم ليست فقط عسكرية أو سياسية، بل هي معركة وعي، معركة إعلام، معركة بناء مشروع وطني جامع يقوم على استعادة مؤسسات الدولة وتحقيق التنمية. فكل من لا يساهم في هذه المعركة بشكل إيجابي، عليه على الأقل ألا يكون عبئاً عليها أو سبباً في تعقيدها. فالمزايدات الإعلامية، وتأجيج الخلافات الحزبية، والانخراط في الصراعات الجانبية، تصب في نهاية المطاف في مصلحة القوى الانقلابية، وتضعف الجبهة الوطنية الداخلية.

من هنا، فإن واجب الإعلاميين والناشطين يتجاوز مجرد تغطية الأحداث أو التعبير عن الرأي، إلى تحمل مسؤولية وطنية وأخلاقية في تعزيز الوحدة الوطنية، ونبذ الفرقة، وتسليط الضوء على معاناة الناس، وجهود التحرير، ومشاريع التنمية، بعيداً عن الاصطفافات الضيقة أو الولاءات الحزبية.

إن المصلحة العليا لليمن اليوم تكمن في أن تتضافر الجهود من أجل هدف واحد هدف استعادة الدولة وبنائها على أسس المواطنة والعدالة والتنمية. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بإعلام وطني حر، مسؤول، وشجاع، ينحاز لليمن أولاً، لا لحزب أو جماعة.

اليوم يتوجب على كل إعلامي أو ناشط يمني في الداخل أو الخارج أن يكون جزءاً من الحل لا من المشكلة، جزءاً من مشروع الدولة لا من مشاريع التفتيت، فالمرحلة دقيقة، والمخاطر جسيمة، والواجب أكبر من أن يُقابل بالصمت أو الحياد أو التناحر.