الحفر العشوائي للآبار بالطريقة التقليدية في قرى الوادي الأعظم بلحج
في قرى الوادي الأعظم بمديرية تبن محافظة لحج… تتواصل ظاهرة الحفر العشوائي للآبار بطرق تقليدية بدائية، يقوم بها عدد من أصحاب المزارع، في محاولة للحصول على المياه وسط موجات الجفاف المتكررة.
لكن هذه الخطوات، التي تبدو للبعض حلًا سريعًا، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى مشكلة بيئية تهدد مستقبل المياه في المنطقة.
ففي غياب أي رقابة أو تنظيم، تُحفر عشرات الآبار بشكل عشوائي… وبأعماق غير مدروسة، مستخدمين أدوات بسيطة، واعتماد كامل على العمال دون أي معايير أمان أو تقييم لمخزون المياه الجوفية.
هذا التوسع غير المحسوب أدى إلى استنزاف سريع للطبقات المائية، وتراجع منسوب المياه بشكل خطير، حتى باتت بعض الآبار القديمة تجف تمامًا خلال فصل الصيف.
ويحذر خبراء المياه من أن الحفر التقليدي بدون ترخيص أو دراسة قد يؤدي إلى اختلاط المياه الملوثة بالمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى الانهيارات التي بدأت تظهر حول بعض الآبار المحفورة حديثًا… وهو ما يشكل خطرًا مباشرًا على الأهالي، خصوصًا الأطفال والعمال في المزارع.
الأهالي من جهتهم يؤكدون أن غياب الجهات المختصة وترك الأمور دون ضبط شجع الكثير من المزارعين على الاستمرار في الحفر، على أمل تأمين مياه لريّ محاصيلهم، رغم معرفتهم بأن هذا الأسلوب يهدد مستقبل الوادي كله.
ومع تزايد أعداد الآبار غير المرخصة، تتراجع فرص تعافي المياه الجوفية، ما ينذر بموجات عطش قد تضرب المنطقة مستقبلًا، إذا لم تتدخل الجهات المختصة بوضع آلية واضحة لتنظيم الحفر، ومراقبة مخزون المياه، وتوعية المزارعين بخطورة الاستنزاف غير المنظم.
اليوم… يقف الوادي الأعظم أمام مفترق طرق:
إما إدارة حكيمة للمياه تحفظ مصادرها للأجيال القادمة…
أو استمرار الفوضى التي قد تقود إلى جفاف شامل لا يمكن تداركه.


