أبو سالم.. القائد الذي يصعب تجاهله

قد نختلف،نعم،وقد تتباين وجهات النظر، لكن تبقى هناك شخصيات لا يمكن تجاوزها أو إنكار حضورها، مهما حاول البعض التقليل من أثرها أو طمس بصماتها. فالحقيقة، وإن خفت صوتها أحيانًا، تظل أقوى من كل ضجيج.

أتحدث هنا عن النقيب محمد سالم المنصري، المعروف بـ «أبو سالم»، قائد قطاع الحزام الأمني مديرية سرار- يافع،الرجل الذي اختار أن يكون في الميدان حين آثر كثيرون الكلام، وآمن بأن العمل بصمت أكثر أثرًا من الخطابات والشعارات.

شخصياً لا تربطني بقائد الحزام الأمني سرار أي مصلحة،لكن من باب الإنصاف أقولها بوضوح: القائد أبو سالم رجل جدير بالأحترام والتقدير.فهو رجل عملي وقائد شجاع، بسيط في تعامله نقي في سريرته،يحرص على أداء واجبه تجاه أبناء المديرية بعيداً عن الأضواء، رغم أنه يعمل وسط ظروف استثنائية بالغة الصعوبة. 

صحيح أنه منذُ تولّي النقيب محمد سالم المنصري قيادة الحزام الأمني في المديرية لم تخلُ من بعض الهفوات، لكن من الظلم أن نتجاهل جهوده الكبيرة وما قدمه لمجرد أنه أخطأ في موقف أو قرار.

ما يميّز هذا القائد-المثير للجدل- أنه لا يتردد في الاعتراف بخطئه متى ما أخطأ، وهذه سمة نادرة بين كثير من القيادات اليوم، ممن يفضلون المكابرة على المراجعة. فالعاقل من يتعلم من تجاربه، ويحوّل الخطأ إلى درس للمستقبل.

وهكذا يظلّ أبو سالم حالة مختلفة في زمنٍ تتشابه فيه الوجوه وتضيع فيه الحقائق بين ضجيج الانتقادات وصمت المنجز. قائدٌ صنع حضوره بالفعل لا بالقول، وكتب اسمه في ذاكرة ميادين الشرف قبل صفحات الأخبار. قد يختلف حوله الكثيرون، لكن المؤكد أن الرجل ترك- ولا يزال يترك - أثرًا لا يمكن تجاهله.