أبين الجريحة..

لطالما كانت أبين السّباقة في جميع النواحي الاجتماعية و المدنية والسياسية، والرافد الأكبر بخيرة رجالها في ميادين الشرف والكرامة والحرية من أجل تربة أرض الجنوب ومن أجل حريته واستقلاله، وهي بمثابة الركيزة الأساسية التي يتكئ عليها الجنوب .

كل ما تحدثت عن هذه المحافظة ، كلما ازددت فخراً وعزاً ، فهي مسقط رأسي وبلدي التي ولدت فيها وترعرعت ، فيها تاريخ آبائي وأجدادي ، منها انطلقت الشرارة الثانية ضد المستعمر البريطاني في الستينيات من القرن الماضي بقيادة المناضل الشحتور .

الثناء والاطراء بحقها لا يكفي ، هي أكبر من الكلمات والمديح ، هي مصنع الرجال وتاريخ النضال ، البوابة الكبرى التي يخرج من خلالها الجنوب إلى واحة الأمان ومفتاح لاستعادة الدولة الجنوبية.

لكن ما يحُزنني عليها هو تمرد بعض ابناءها والمحسوبين على أبين الأبية ، الذين باعوا أنفسهم من أجل مصالح شخصية ولأغراض خارجية ، يحاولوا بشّتى الطرق حرف مسار المحافظة على البوصلة ، تارةً بحزب الإصلاح وتارةً بالقاعدة الإرهابية ، عمدوا إلى تشويه صورة أبين الحقيقية وأتوا بمشاريع لاتخدم المحافظة بل تخدم أجندات خارجية ، كل ذلك نكاية بالمحافظة بسبب  جغرافيتها الجنوبية 

ها هي  "أبين الجريحة " تدفع فاتورة  باهظة الثمن بفعل أبناءها ، الذين يتراقصون طرباً على جراحها ، فكانت كجرحٍ غائر لم يلتئم بعد ،  فكانت نتيجته   كما ترى ..تشظي وفوضى عارمة ، غياب للخدمات ، تهميش و إهمال ... الخ .

فعلى العامة أن يدركوا أن محافظة أبين أكبر من مشاريع ومخططات الفاسدين والعملاء ، ولن تخضع أو ترضخ لإي فصيل يحرفها عن مسارها ، ولن ترضى الا بمكون يخدم مصلحتها ومصلحة أبناءها ، وستظل أبين خاصرة الجنوب ، جنوبية الهوى والهوية
 داعمة لكل من يبادلها الحب والوفاء والاخلاص ، وبريئة من ابناءها العصاة كبراءة الذئب من دم النبي يوسف .