ظلام دامس في أبين
بقلم: صفاء المليح
تعاني محافظة أبين من ظلام دامس يزداد قسوة مع كل يوم يمر.
انقطاع التيار الكهربائي أصبح مشهدًا يوميًا، يطول لساعات طويلة في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة.
حتى أولئك الذين يملكون منظومات طاقة شمسية بدأت بطارياتهم بالضعف والنفاد، ولم تعد تفي بحاجة البيوت.
إذا كان الأصحاء يعجزون عن تحمل هذا الحر الشديد،
فكيف حال كبار السن والمرضى ومن لا يجدون ما يخفف عنهم؟
كيف حال الأسر الفقيرة التي لا تملك حتى ثمن شراء بطارية صغيرة؟
أين الحلول؟
نتساءل بألم: إلى متى سيظل الناس في أبين يعانون من انقطاع الكهرباء المتواصل في أشد أوقات الصيف حرارة؟
أين هي الخطط؟ أين هي المبادرات؟ لماذا لا تنظر السلطات إلى حال هذا الشعب المرهق؟
الناس هنا لا يطلبون مستحيلًا، فقط يطلبون حقهم في أبسط مقومات الحياة: نورٌ في بيوتهم، ونسمة هواء تخفف عنهم وطأة الحر القاتل.
معاناة مضاعفة
لم تقتصر معاناة أهل أبين على انقطاع الكهرباء، بل تراكمت عليهم الأزمات:
الغلاء ينهش دخولهم،
والراتب -إن وجد- لا يكفي لشراء كيس دقيق،
وآخرون لا راتب لهم أصلاً، يكتفون بوجبة واحدة في اليوم،
وهناك من لا يجد قوت يومه لكنه يصبر ويعف عن مد يده للناس.
صبر لا حدود له
رغم قسوة الظروف وشدة الفقر والمعاناة، لا تزال نفوس أبناء أبين تفيض بالصبر والكرامة.
يتمنون أن يلمسوا بادرة أمل، حلاً صادقًا، واهتمامًا حقيقيًا يخفف عنهم ولو بعضًا من هذا الحمل الثقيل.
إنهم ينتظرون اليوم الذي يشرق فيه نور العدالة والرحمة قبل أن يشرق نور الكهرباء في بيوتهم.