إشعاعي المكلا الخيري أمل في زمن اليأس
بقلم: صالح عسكول
طالعتنا وكالة الأنباء اليمنية سبأ في الأيام الماضية بخبر تحت عنوان (مركز المكلا الخيري يقدم أكثر من 10 آلاف جلسة للعلاج الإشعاعي) هذه هي حصيلة الجلسات المجانية للمدة ما بين أبريل 2024م وأغسطس 2025م، حيث استفاد منها نحو ألف مريض بالسرطان من جميع أنحاء اليمن.
هذا المركز الذي كان مجرد فكرة فأصبح واقعاً بعزيمة وإخلاص رجال أوفياء وهبوا أنفسهم ومالهم لخدمة المرضى ومساعدة المحتاجين وفي مقدمتهم العم الشيخ عبدالله عمر بن دول، هذا الرجل أعماله شاهدة وحاضرة، ولسنا هنا في ذكرها فالجميع يعلمها، وكما يقال: ما حد يغطي عين الشمس بمنخل.
ليس كما يتوقع الكثيرون أن إنشاء مثل هذه المراكز بالأمر السهل فهناك اشتراطات للمبنى والعمل وفق شروط وتصريحات اللجنة الوطنية للطاقة الذرية، وهي الجهة الحكومية الوحيدة المعنية بتنظيم الممارسات الإشعاعية والنووية في الجمهورية التي كانت لمتابعات وجهود الشيخ (أبو خالد) ومعه كل طاقم المركز والمهندسون الذين كانت لمتابعتهم الأثر الطيب في إخراج هذا الصرح الذي تشعُّ منه بارقة الأمل والشفاء لمريض السرطان.
يحكي لي دكتور من دولة صديقة مختص في العلاج الإشعاعي يقول: " ما فيش أحد يعمل مركز إشعاعي ويعالج الناس ببلاش" فتخيلوا معي أن الكلفة الإجمالية للعشرة آلاف جلسة تقدر بأكثر من مليون دولار، ناهيك عن دفع رواتب الدكاترة والموظفين بالمركز مبلغ كبير لكنه لا يساوي شيئا أمام أصحاب البذل والعطاء والسخاء، ولله الحمد بدأ تفاعل الكثير من رجال الخير والإحسان بالتواصل مع المركز ومبادرتهم في تقديم الدعم للمركز، وفي ذلك فلينافس المتنافسون.
مركز المكلا الخيري للعلاج الإشعاعي هو الأمل لكل مريض سرطان من كل محافظة وقرية في البلاد يقدم خدمة مجانية، ويخفف عناء السفر للباحثين عن هذا العلاج، وهو ما يتطلب حاليا تضافر الجهود من قبل الجهات الرسمية وأصحاب رؤوس الأموال في دعم هذا المركز ليواصل خدماته العلاجية للمرضى، ويكون لهم أمل في زمن اليأس وعون وسند في ظل ما نعيشه من ظروف اقتصادية صعبة يكتوي بها أغلبية الشعب.


