ابتزاز الفتيات في عدن… نار صامتة تهدّد البيوت وتخنق الضحايا
في السنوات الأخيرة تحوّل الابتزاز الإلكتروني في عدن إلى كارثة اجتماعية صامتة تدفع ثمنها الفتيات المراهقات بالدرجة الأولى. ورغم أنّ الضحية هي من تتعرّض للخداع والتهديد إلا أنّ البعض ما يزال يتعامل معها كمتهمة لا كإنسانة تحتاج إلى الأمان والدعم.
المؤلم أنّ كثيراً من الأسر في عدن حين تلجأ إليهم ابنتهم لتطلب الحماية تجد نفسها في مواجهة غضبٍ وعنفٍ أشدّ من تهديد المبتز. بعض الفتيات يتعرضن للضرب، للطرد، وهناك حالات وصلت إلى القتل تحت مبررات زائفة مثل “غسل العار”، رغم أنّ الجاني الحقيقي هو المبتز الذي يستغل ضعفهن وقلة خبرتهن في التعامل مع الفضاء الرقمي.
المبتزون لا يستهدفون الفتيات لأنّهن مذنبات بل لأنّهم يدركون هشاشة الوضع الاجتماعي ويعرفون أنّ الخوف من الفضيحة يجعل الضحية أكثر عرضة للاستسلام. ولهذا فإن حماية البنات تبدأ من الأسرة نفسها. البيت الذي يمنح الأمان لابنته هو الذي يُحبط المبتز في أول لحظة. أما البيت الذي يعاقب الضحية فإنه بطريقة غير مباشرة يمنح المبتز قوة وسلطة أكبر.
ولأهمية مواجهة هذه الظاهرة فعّلت إدارة أمن العاصمة عدن خطاً ساخناً مخصصاً لتلقي البلاغات حول جرائم الابتزاز الإلكتروني يمكن التواصل عبره فوراً لحماية الضحية واتخاذ الإجراءات اللازمة:
782164999 – 718787978
هذه ليست مجرد أرقام بل صمام أمان يمكنه إنقاذ حياة فتاة.
الرسالة هنا موجّهة للجميع:
للفتيات—لا تخافي من الإبلاغ، ولا تمنحي المبتز فرصة.
وللأهالي—كونوا سنداً لبناتكم لا خصماً.
وللمجتمع — أوقفوا جلد الضحية ووجّهوا أصابع الاتهام لمن يستحقها.
إن حماية بنات عدن مسؤولية مشتركة ولا بد أن نكسر حاجز الصمت قبل أن تتحول هذه الجرائم إلى مأساة أكبر من قدرتنا على احتوائها.


