خمسةُ نجومٍ أطفأها الرحيل… شهداء الباحة في محافظة لحج
في يومٍ مؤلمٍ ستظلُّ تفاصيله محفورةً في ذاكرة أبناء محافظة لحج، ودّعنا خمسةً من خيرة شبابنا، شبابٍ كانوا في ريعان العمر، يحملون قلوبًا عامرة بالشجاعة والإنسانية، ويؤدّون واجبهم نحو وطنهم بكل صدق وإخلاص. رحلوا شهداء، بعد أن طالتهم أيادٍ لا تعرف معنى الرحمة ولا تدرك قيمة الإنسان وحقّه في الحياة.
وقفنا أمام أجسادهم الطاهرة نلقي عليهم النظرة الأخيرة، وكانت القلوب تقطر ألمًا وحزنًا على فراقهم. من عرفهم يعرف أنّهم كانوا مثالًا للرجولة، للأخلاق، للبسالة، وللنقاء الذي يميّز أبناء الأرض الطيبة. لم يكونوا مجرّد أسماء… بل كانوا أبناءً وأصدقاء وجيرانًا، تركوا أثرًا في كل من عاشرهم أو مرّ بهم يومًا.
اليوم، نعزّي أنفسنا قبل أن نعزّي أهلهم ومحبيهم، فالفقد فقدُ وطن، والخسارة خسارةُ مستقبل كان يمكن أن يكون أجمل بوجودهم. ورغم الألم والفجيعة، يبقى لنا ما يخفّف من وطأة الرحيل؛ أنّهم سقطوا وهم يؤدّون واجبهم، ثابتين على مبادئهم، رافعين رؤوس أهلهم ووطنهم.
نسأل الله العلي القدير أن يرحمهم رحمة واسعة، وأن يجعل مثواهم الفردوس الأعلى، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. كما نسأله تعالى أن يُظهر الحق ويُعاقب من تسبّب في هذا الجرم الآثم، بالعدل والقانون، وأن يعمّ الأمن والسلام في ربوع الوطن.
ستظلّ ذكراهم حاضرة، وستظلّ تضحياتهم نورًا يُضيء الطريق لمن بعدهم، فالشهداء لا يغيبون… بل يعيشون في قلوبنا ما حيينا. رحم الله شهداء الباحة، وأسكنهم منازل الصدّيقين، وجعل دماءهم بذرةً تُنبت أمانًا وخيرًا لهذا الوطن الجريح


