حين يُصبح الراتب بشرى سارة

بقلم: علي هادي الأصحري

في زمن غابت فيه ضمائر المسؤولين وبهت فيه بريق العدالة أصبحت أبسط حقوق المواطن تُقدَّم له وكأنها مكرمة!  
أصبحنا نُزفّ خبر صرف راتبٍ يتيم من بين أربعة رواتب غائبة كأنه إنجاز عظيم أو هدية سماوية.
وتُكتب العبارات: *بشرى سارة. صرف راتب* 
يا للعجب هل الراتب  حق المواطن  تحوّل إلى بشرى؟

نحن في القرن الحادي والعشرين حيث دول العالم تواكب الثورة الصناعية الرابعة وتتنافس في تطوير الذكاء الاصطناعي وتنتقل من شبكة *5G* إلى *10G* ونحن ما زلنا نحتفل براتب متأخر!

أيُعقل أن يُذلّ الموظف إلى هذا الحد؟
أن يتحوّل خبر استلام جزء من حقه إلى مناسبة للفرح؟
وكأننا نعيش في مجاهل التاريخ لا في دولة تمتلك ثروات وخيرات تكفي شعبها وزيادة.

لقد أصبحنا نعيش في زمن تتوارى فيه الكرامة خلف لقمة العيش وتُباع فيه الإنسانية مقابل راتب لا يكفي أياماً لا شهوراً.  
أليس من العار على الحكومة وقيادتها أن يتحوّل المواطن إلى متسول على أبواب البنوك؟  
أليس من المؤلم أن نقيس الأمل بمقدار راتب واحد يُصرف كل أربعة أشهر؟

نقولها بمرارة
ما عاد الفقر هو الجريمة بل الظلم. والسكوت عليه هو الكارثة الأكبر.

*فإلى متى ستظل الرواتب مناسبة نحتفل بها؟*  
ومتى نسترد كرامتنا كاملة غير منقوصة؟