حلم لم ينكسر، وإرادة لم تلين، واستقلال يلوح في الأفق!
مرت السنين، وحلم شعبنا الجنوبي لم ينكسر، ولم تذبل رايته، ولم يتبدد جمعه، رغم المؤامرات، وتكالب الأزمات، وكثرة العراقيل التي وُضعت في طريقه.
شعبٌ جبار صبر وصمد، وواجه القهر والتهميش، وقدّم التضحيات الجسام من دماء أبنائه وأوجاع بيوته، ليصنع بوعيه وإرادته طريق الحرية والكرامة.
واليوم، يقف الجنوب شامخًا، يتنفس الصعداء، مستندًا إلى عون الله، ثم إلى رجاله الأوفياء وأبنائه المخلصين، وفي مقدمتهم قيادته السياسية ممثلة بالمجلس الانتقالي الجنوبي، التي حملت القضية بصدق، ودافعت عنها بثبات، ولم تساوم على حق، ولم تتراجع أمام ضغط، ولم تنحنِ لعاصفة.
لقد أثبتت هذه القيادة، بحكمتها وحنكتها السياسية، أنها على قدر المسؤولية التاريخية، فواجهت الضغوط الدولية بثبات موقف، وتعاملت مع المتغيرات الإقليمية بدهاء وواقعية، دون أن تفرّط في ثوابت شعبنا أو تُقايض قضيته العادلة بأي مكاسب زائفة.
إن ما تحقق اليوم من انتصارات سياسية وعسكرية، وما يُسجل للانتقالي من حضور قوي وفاعل، ليس إلا ثمرة نضال طويل، وتضحيات عظيمة، ورسالة واضحة للعالم بأن الجنوب لم يعد ساحة مستباحة، ولا غنيمة تتقاسمها قوى النفوذ الشمالية،التي عبثت بأرضه وثرواته لعقود.
نحن اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى لحظة الحرية والاستقلال، إلى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وإلى الانفراد بحكم وطننا الذي انتُزع بالقوة، وسيُستعاد بالإرادة، والوعي، ووحدة الصف خلف قيادة تعرف طريقها ولا تحيد عنه.
وإذ نُجدّد العهد، فإننا نؤكد وقوفنا صفًا واحدًا خلف قيادتنا السياسية، داعمين ومساندين، حتى تتحقق الغاية، وتُرفع راية الجنوب خفاقة، ويعود الوطن لأهله، عزيزًا، حرًا، مستقلًا.


