فرصة لا يجب أن نضيعها.. دعوة لكل النخب الجنوبية!

مر الجنوب بتجارب كثيرة وتقلبات مؤلمة وتشرذم كبير في المواقف والرؤى، واليوم ونحن نعيش لحظة فارقة بات واضحا أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح أمرا واقعا لا مفر منه، وفرض نفسه بقوة على الساحة في عموم الأراضي الجنوبية، سواء اتفقنا معه أم اختلفنا، فقد بات يمثل صوتا سياسيا حاضرا على الأرض.

ومن هذا المنطلق أكتب دعوتي "المتواضعة" هذه لكل النخب الجنوبية والمثقفين وأصحاب الرأي المختلف من الانتقالي خصوصا أولئك الذين لا يزالون في موقف معارض أو متحفظ تجاه المجلس، فانني أرى أن الوقت قد حان لإعادة النظر، وكما يقول المثل "أن تأتي متأخرا، خير من أن لا تأتي أبدا".

ابسط مثال يوجز ذلك، قصة لاهل قرية يسكن اهلها على سفينة في البحر، وفي أحد الأيام ضربت عاصفة قوية المركب، وبدأ المركب يميل ويتمايل، وكان ركابه في فزع، بعضهم أمسك المجاديف، وبعضهم جلس ينتقد اتجاه القبطان، بينما هناك من قفز إلى الماء ظنا أنه سينجو وحده!!! وبعد أن مرت العاصفة لم ينج إلا أولئك الذين بقوا على المركب وتعاونوا واختلفوا وهم متمسكون بحبل واحد.

وهكذا هو الجنوب اليوم والمجلس الانتقالي هو المركب الذي يبحر، وهو الذي يتسع للجميع من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا، ليس المطلوب أن نتفق في كل شيء، بل أن ندير خلافاتنا داخل البيت الجنوبي لا من خارجه.

الصعود إلى هذه السفينة لا يعني الذوبان ولا التخلي عن الرأي والتوجه والفكر، بل يعني الإسهام في التصحيح والبناء والتقويم من الداخل!، أما الخروج والقفز من المركب بحجة الاعتراض فهو تيهان وخسارة لفرصة النجاة!.

لذلك أن بقاء بعض الأصوات والنخب خارج الإطار يفقدهم التأثير، ويجعلهم متفرجين بدل أن يكونوا شركاء في صنع القرار  حتى من موقع النقد، لان الالتحاق والنقد البناء يقوي المشروع الجنوبي ويمنحه شرعية أوسع وتنوعا أعمق، لذلك دعونا نختلف داخل البيت الواحد لا أن نحترق خارجه، فالجنوب يتسع للجميع ولنكن جزءا من الحل لا جزءا من الغياب والشتات.

لا دخل للذكاء الصناعي في إعداد المادة!