الدكتور فوزي النخعي يكتب.. الحق يُقال شهادة لله وللتاريخ
(أبين الآن) خاص
اطلعتُ كغيري من روّاد منصات التواصل الاجتماعي، على منشورات للمدعو عادل الحسني تضمّنت اتهامات موجّهة إلى الأخ الفاضل مدرم الفطيسي العدني، زعم فيها قيامه بتصريف بضائع المدعو هاني بن بريك، وادّعى وجود شراكات بينهما في عدد من الأعمال.
وإحقاقًا للحق، فإن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وهي عارية تمامًا عن المصداقية، فنحن نعرف الأخ مدرم الفطيسي منذ ما يقارب عشرين عامًا، وعرفناه رجلًا فاضلًا، ديّنًا، صاحب عقيدة سليمة وأخلاق رفيعة، وله بصمات واضحة في أعمال الخير والإحسان، وقد شقّ طريقه بجهده وماله الخاص دون اتكاء أو اعتماد على أحد.
كما أن الأخ مدرم ينتمي إلى أسرة عدنية عريقة ذات مكانة اجتماعية وتجارية معروفة قبل حرب 2015، ولم يكن يومًا فقيرًا أو معدمًا، بل كان يمتلك الكثير في مدينة عدن، فوالده الشيخ علي محمد الفطيسي معروف كتاجر، ومستورد للسيارات في زمن الاستعمار البريطاني، وهذا أمر يشهد به كثيرون، وتُعد مؤسسة الجنوب العربي للآلات، المملوكة لوالده المرحوم علي محمد الفطيسي، شاهدًا حيًّا على عراقة هذه الأسرة وتجذّرها في الحركة التجارية العدنية، الأمر الذي لا يدع مجالًا للشك في أصالتها وامتدادها التاريخي في هذه المدينة التي نشأوا وترعرعوا فيها.
وخلال اجتياح مدينة عدن في الحرب التي شنّتها جماعة الحوثيين، كان الأخ مدرم من أوائل المبادرين، حيث قاتل مع إخوانه دفاعًا عن عدن والجنوب، وكان يرفد المقاتلين بالطعام والشراب دون أي مقابل، واستمر في ذلك إلى حين وصول التحالف، وبعدها جرى التعاقد معه عبر منافسة رسمية أُعلن عنها بشكل واضح، وتقدّم ضمن من تقدّم، وفاز بها وفق الإجراءات النظامية، لا لارتباطه بهذا الطرف أو ذاك، وإنما لتقديمه عروضًا أقل من غيره، فتم التعاقد معه على هذا الأساس.
أما ما يروّجه عادل الحسني في الآونة الأخيرة، فلا يعدو كونه اتهامات باطلة وافتراءات لا تستند إلى أي دليل، ومن باب الإنصاف، وبعد التواصل مع الأخ مدرم، أوضح أنه لا يسامح عادل الحسني على ما صدر منه من كذب وبهتان وافتراء بغير حق، وأنه سيخاصمه على ذلك يوم القيامة، حيث تجتمع الخصوم، ويكون الجزاء بالحسنات لا بالأموال.
إنها شهادة لله، وللتاريخ، وللناس، لا نجامل بها أحدًا، ولا نبتغي من ورائها مكسبًا ماديًا أو غيره، وإنما نبتغي قول الحق ونقل الحقيقة كما هي. ومن هنا، نوجّه دعوة صادقة إلى عادل الحسني بأن يتقي الله في أعراض الناس، وأن يتحرّى الدقة والإنصاف قبل إطلاق الاتهامات، فليس كل من فتح الله عليه أبواب الرزق يُتّهم بالباطل، ﴿والله يرزق من يشاء بغير حساب﴾.
كما نطالبه بالاعتذار الصريح للأخ مدرم الفطيسي، فليس عيبًا أن يعترف الإنسان بخطئه، والإنصاف ليس غريبًا على من يدّعيه، ولا يصح أن تتحول العداوة مع شخص بعينه إلى اتهام الأبرياء بغير وجه حق.
وعند الله تجتمع الخصوم.
ودمتم سالمين.


