عودةٌ ثانيةٌ للقطار !!
أعترف أني أتحيّن الفرصة دائماً لركوب القطار
ذلك العشق الجميل الذي لا يشبهه شيء
علاقة صامتة لكن عميقة
تبدأ مع صفير الانطلاق
ولا تنتهي إلا عند آخر فكرة ، تسافر في الذاكرة !!
في القطار شيء من الطمأنينة، وشيء من الحنين
كأنه يعرف أننا لا نركبه فقط لنصل ، بل لنسترجع أنفسنا !!
العمر مثل القطار تماماً
ينقلنا من محطة إلى محطة
من مرحلة إلى أخرى وفي كل محطة نترك شيئاً ، ونأخذ شيئاً آخر !!
نودّع أشخاصاً
نستقبل أحلاماً
نضحك أحياناً
ونحزن كثيراً
لكن الذكريات تبقى جالسة معنا
على المقعد نفسه
لا تنزل ولا تملّ الرحلة !!
بعض المحطات قصيرة، وبعضها نطيل الوقوف عندها
دون أن نشعر
لكن القطار لا ينتظر أحداً !!
يمضي بنا كما يشاء الزمن، ونحن نتعلم أن نتصالح مع الرحيل
وأن نفهم أن الجمال
ليس في الوصول فقط
بل في الرحلة نفسها !!
يمضي بنا القطار
قطار العمر، ونحن نطل من نوافذه
نتأمل ما مضى
ونستعد لما هو آتٍ
مؤمنين أن لكل محطة حكاية، ولكل رحلة معنى
وأن أجمل ما في القطار
أنه يذكّرنا بأن الحياة رحلة لا تُعاد
لكنها تُعاش بكل شغف !!


