و ما ذاك ببعيد

بقلم:: أحمد مهدي سالم 

المشاهد في اعتصام زنجبار تتشكل يوميًّا بألوان شتى.. برنامج حافل بالتنويعات الثقافية والاجتماعية مع الأبعاد السياسية.. جموع تزحف من مختلف المناطق، محاضرات سياسية ضافية لرفع منسوب الوعي، وزيادة وتوسيع مساحات الإدراك لدى قطاع كبير بأبعاد مواقف، وتعقيدات الأوضاع في الأزمات، وموقف شعبنا الجنوبي الذي شق وثَّابًا طريقه نحو الحرية والاستقلال، وحتمية تجاوزه أسلاك المعوقات ليصل إلى مبتغاه.
مع كل يوم تتجذر قضية الجنوب في نفوس أبناء الشعب حتى صاحب الموقف السابق، أو المتردد تنجلي عن عينيه الغشاوة فيتجه إلى  إخوانه في الاعتصام، ويشق طريقه في الزحام، ويلتحم بالموكب، ويشارك في الحدث، ويتأكد أن الجنوب بكل أبنائه، ولكل أبنائه.. 
من الصباح إلى الليل تتنوع الفقرات، ويتضاعف الحماس، وتتكاثر التغطيات، وجميلة هي فقرات المساء.. قصائد وطنية، وحفلات فنية لفرق موسيقية من محافظتنا تطرب الآذان، وتسعد الأرواح.
كل يوم يتعزز الاصطفاف، وتتفولذ العزائم، وتكبر مساحات الحضور، وتهزج كل الجموع بحب الجنوب، ودعوة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي بسرعة إعلان الدولة كون الظروف مهيأة، والكلمة دائمًا للأقوى.. للمسيطر ميدانيًّا. 
ويسعدنا أن محافظتنا الأبية أبين بكل مكوناتها وشرائحها وسلطاتها  تتهيأ للزحف إلى عدن.. إلى ساحة العروض يوم الخميس القادم الموافق الحادي من يناير من العام الجديد 2026 في رسالة سياسية واضحة المعالم، عميقة الدلالات..و مع هذا الزخم الثوري،والطوفان الاجتماعي،والاحتشاد الشعبي الكبير.. نأمل خيرًا في العام القادم أن يتحقق حلم استعادة الدولة، و ما ذاك ببعيد.