زنجبار تنتفض مجددًا… أبناء أبين وخنفر يجددون العهد في ساحات الاعتصام للمطالبة باستقلال الجنوب

زنجبار تنتفض مجددًا… أبناء أبين وخنفر يجددون العهد في ساحات الاعتصام للمطالبة باستقلال الجنوب

زنجبار ( أبين الآن) محفوظ كرامة ت: احمد بن طالب

في ظل تصاعد الأحداث السياسية والتوترات التي تشهدها مناطق الجنوب الشرقي، يواصل أبناء الجنوب حراكهم الشعبي السلمي، متحدّين حملات التضليل الإعلامي ومحاولات التشويش على مطالبهم المشروعة. ففي محافظة أبين، وتحديدًا في مدينة زنجبار، تتجدد يوميًا مشاهد الاصطفاف الشعبي حول قضية الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، التي ناضل من أجلها الجنوبيون لأكثر من ثلاثة عقود ونصف.

*صباحات الاعتصام… نبض لا يخبو*

منذ انطلاق الاعتصام السلمي المفتوح في زنجبار، باتت صباحات المدينة تحمل طابعًا مختلفًا. ففي كل يوم، يتوافد المواطنون من مختلف أحياء زنجبار وضواحيها، ومن مديرية خنفر، بما في ذلك مدن جعار، الرميلة، المخزن، الحصن، وباتيس، إلى ساحة الاعتصام، حاملين معهم آمالًا كبيرة بأن تشرق شمس الاستقلال في سماء الجنوب.

هذا الحضور الشعبي المتواصل يعكس حجم الالتفاف الشعبي حول القضية الجنوبية، ويؤكد أن الحراك لم يعد مجرد فعل احتجاجي، بل أصبح تعبيرًا يوميًا عن الإرادة الجمعية لشعب قرر ألا يتراجع عن مطلبه في استعادة دولته.

*قيادات في الميدان… رسائل دعم وتضامن*

استقبل المعتصمين عدد من القيادات السياسية والعسكرية البارزة، في مقدمتهم عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ورئيس فريق التوجيه الرقابي الرئاسي الأستاذ الخضر السعيدي، ونائب رئيس الهيئة التنفيذية المحلية للمجلس الانتقالي في أبين الأستاذ علي شيخ السوري، وقائد اللواء الثالث دعم وإسناد العميد نبيل المشوشي، وعضوا مجلس المستشارين صالح سالم أبو الشباب ومحمد العمود، إلى جانب مدير عام مديرية زنجبار المهندس مختار الشدادي، وعدد من مسؤولي المجلس الانتقالي والسلطة المحلية.

وجود هذه القيادات في ساحة الاعتصام لم يكن مجرد حضور رمزي، بل حمل رسائل واضحة مفادها أن القيادة تقف إلى جانب الشعب، وتدعم خياراته وتطلعاته، وتؤمن بحقه في تقرير مصيره.

*كلمات في الساحة… مواقف وتحذيرات*

في فعالية اليوم، ألقى النقيب محمد ناصر العولقي، رئيس نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في أبين، كلمة سياسية شاملة، استعرض خلالها التطورات الراهنة، محذرًا من محاولات جر البلاد إلى أتون الفتنة والحرب عبر وسائل إعلام وصفها بـ"الدكاكين الإعلامية" التي تسعى لإشعال الصراعات.

وأكد العولقي أن الإجراءات الأحادية التي اتخذها رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، دون توافق مع بقية أعضاء المجلس، هي التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع المتأزم، مشددًا على أن المجلس الانتقالي الجنوبي حرص منذ البداية على التوافق مع مختلف الأطراف، بما في ذلك التحالف العربي.

كما أشار إلى أن القوات المسلحة الجنوبية تمثل أبناء هذه المحافظات، وأن خروج أبناء حضرموت في سيئون والمكلا هو تعبير صريح عن التأييد الشعبي لمطالب الاستقلال، مؤكدًا أن كل الاعتصامات في المحافظات الجنوبية تصب في هذا الاتجاه.

*دعوات للتحالف والمجتمع الدولي*

من جهتهم، ألقى كل من نائب رئيس الهيئة التنفيذية المحلية للمجلس الانتقالي علي شيخ السوري، ومدير الدائرة التنظيمية عبدالله برهوت، والناشط بسام أحمد عبدالله، كلمات شددت على ضرورة أن تعي دول التحالف، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، والمجتمع الدولي، خطورة ما يسعى إليه الطرف الشمالي في المجلس الرئاسي من محاولات لجر البلاد إلى صراع جديد.

وأكد المتحدثون أن الشعب الجنوبي قد حسم أمره، ولن يغادر الساحات حتى تحقيق هدفه في استعادة دولته، داعين إلى احترام إرادة الجنوبيين، والاعتراف بحقهم في تقرير مصيرهم بعيدًا عن الوصاية أو الإقصاء.

*ختامًا… الجنوب على موعد مع فجر جديد*

ما تشهده زنجبار اليوم ليس حدثًا عابرًا، بل هو امتداد لحراك شعبي متجذر، يعكس إصرار أبناء الجنوب على نيل حقوقهم المشروعة. وبينما تتجه الأنظار إلى ساحات الاعتصام، يظل الأمل معقودًا على أن تثمر هذه التحركات في تحقيق تطلعات شعب الجنوب، وأن يكون فجر الاستقلال أقرب مما يتصور البعض.