"يـوماً مـا"
أردت وطناً آمنا
لا تكثر فيه الفوضى
وسيل الدماء .
وطناً لا تسود فيه الفاقة
وطنا ناميا مزدهرا ..
يحكمه أناس أكاديمين
ويعمل في إدارة مؤسساته شباب ومثقفون وبرفسورات ...الخ
أردت وطنا لا تنهشه العنصرية
ولا تحرقه التفرقة ولا تنثر مآثر تاريخه الجهالات والضلالات والثورات والتبعيات والتعصبات وهمج الأقليات وتعجرف الأكثريات ..
أردت وطناً يعطي لكل ذي حق حقه ولكل ذي فكر منتج قيمته ويضع كل امرئ في مكانه ..
أردت وطناً يضع معياراً للتفاضل في البناء والتفاني
والعطاء بين مواطنيه ،
فيعطي الفلاح حقه ويعطي المعلم حقه ويعطي الجندي حقه ويعطي المدير حقه ويعطي الطبيب حقه ويعطي المهندس حقه ويعطي القاضي حقه والمحامي والوزير والنائب والرئيس ويضع كل مواطن في مكان لا يزيده من العطاء شيئاً مالم يزيد هو من العمل والنماء في المعيار المهني فالكل مواطنين وهذه التسميات ما هي إلا وصفاً لما يستطيع كل فرد أن يساهم به أو يتقنه في المستوى الجماعي أو الفردي ..
لكن المعايير تغيرت.
تبدلت الأسس التي وفقها يتم تحقيق النمو والإزدهار أو الوفرة والجودة ...الخ
لذلك
تجد خرازاً يقود كتيبة في الجيش
وخبازاً يشغل منصب محافظ
وأستاذا برتبة جندي مستجد
ودكتورا يعمل سائق باص
وبرفسور يبيع الخضار في الشارع ..
وقوادا يعمل مستشار
وبلطجيا سكرتير في الوزارة
ونشالا يعمل محامي ..
وسباكا يعمل في القضاء
وخياطاً في الجمارك
وجزارا يعمل في الشورى ..
وأنا لا استهتر بهؤلاء ولكن أستهتر بالهيئة والسلطة التي وضعتهم في تلك المقامات بخرقها للمعايير المؤهلة والتفاضلات التي تثبت جدارتهم في الوصول إلى تلك المناصب والمقامات ، ما يجعلها سلطة انتهازية وبنية واهية ترتكز على هامش وجودي شكلي مجرد فقاعات هلامية ما تلبث أن تتبخر في فضاء نزعاتها وحماقاتها السحيق.
إذاً كيف تستطيع وضع نفسك في المكان الذي يتناسب مع ما تريد تحقيقه من تحسين في الجودة والعمل المخلص الظاهر الأثر في الإنتاجية أو الوفرة بالنسبة للفرد والجماعة على حد سواء ..كيف تستطيع وضع هذه المتغيرات في أماكنها لوزن المعادلة مع ما يجري من تهميش وإقصاء ؟
من يستطيع الإجابة عن الأسئلة
ووضع حلول وبدائل منطقية مختصرة أو مطولة لهذه المشكلات والمعادلات سوف أضعه في قائمتي التي لم أخترع لها إسما بعد..؟