عشال.. قضية كبيرة ما تحملها ملف

في بلد فيه رئيس وسبعة نواب، وفيه أكثر وزراء على ظهر الكرة الأرضية، وفي بلد تتنوع مسميات الأمن فيه، وفي بلد تتعدد فيه مسميات الجيش، وفي بقعة يحتار المواطن في تركيبتها، ويكاد يتفجر هذا الوطن من تزاحم الأضداد فيه، وفيه قضية مختطف لم يعرف المسؤولون أين هو، لم يختف في صحراء الربع الخالي، ولكنه اختفى من أمام عدسات الكاميرات في عاصمة بلد لا يدري هل هو موحد أم منقسم، ولكنه في الأساس لا هذا ولا ذاك فهو وطن مشعطر ومنعثر ومبعثر وعلى خشمه. 

  قضية علي عشال الجعدني قضية ما تحملها ملف، فعشال ما هو إلا عنوان لكل المختطفين، وما أكثرهم، فملف واحد لا يستوعبهم، اختفى عشال وقبله الكثير، ولم يتم التعرف على الخاطفين، فهل انشقت الأرض وابتلعتهم؟ 

  لم يختف عشال، ولم يعتقل، ولكنه غُيِّب بفعل فاعل، ولكن لا ندري من الفاعل، فالكل يرمي القضية ضد الجميع، ولم تستنفر قوات الأمن والجيش قواها للبحث عن عشال ورفاقه، فخرج المواطن ليسأل عن  عشال ورفاقه، ولسان حالهم: أين عشال؟

  أين عشال؟ هذا السؤال لم يوجهه أحد لوزير الداخليه، لأنهم يعلمون أنه لا يمتلك من الأمر شيئًا، ولم يخاطبوا الرئيس، لأنه كما قال عن مجلسه أنهم لا يمتلكون في هذا الوطن سوى أربع غرف إيجار.

  فعشال قضية كبيرة وملف واحد لا يكفيها، فأين عشال؟