حديث( كل محدثة بدعة) مشكوك في صحته*.!!

بقلم / منصور بلعيدي

عند النظر في الاحاديث الواردة في الباب تظهر حقيقة المقصود منه بعيداً عن التعميم المخل في المسائل الفقهية.

والبحث في حديث ( كل بدعة ضلالة) تؤكد ان البدعة المنهي عنها هي البدعة في الدين حصراً وليست في الدنيا التي تملأوها البدع المطلوبة لتطور الانسان والحياة. 

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : (كل بدعه ضلالة ، وكل ضلالة في النار) رواه مسلم .
والمقصود كل بدعة في الدين يؤكد ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم. 

وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: في الحديث الصحيح في خطبة الجمعة: خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، أخرجه مسلم في صحيحه..اي (محدثاتها في الدين). فلا يعقل  أبداً ان بقصد الرسول محدثات الدنيا لان ذلك معناه تحريم كل جديد مفيد وهدا يغني وقف تطور الانسان والابقاء على وسائل الحياة تالقديمة كالجمل والخيل والحمير ومافي حكمها. 
زاد النسائي بإسناد حسن: وكل ضلالة في النار .
وقال أيضاً عليه الصلاة والسلام: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) أي: فهو مردود عليه متفق على صحته ودا الحديث يوضح المقصود من الحديث السابق. 
وقال عليه الصلاة والسلام: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) خرجه مسلم في صحيحه...انظر لفظ (امرنا).

والبدع هي الإحداث في الدين لا في الدنيا ، وهي أن يشرع الإنسان شيئاً لم يشرعه الله هذا هو البدعة إحداث شيء لم يشرعه الله في العبادة من صلاة أو صوم أو غير ذلك على وجه لم يشرعه الله، فهذا يسمى بدعة..
كأن يقول مثلاً: أنه يشرع للناس أن يصوموا يوم الجمعة تطوعاً بها، هذا بدعة الرسول ﷺ نهى عن إفرادها بالصوم. 

والله سبحانه نبه في القرآن الكريم على هذا فقال سبحانه: 
(أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ) الشورى21 .
هذا معناه إنكار أن يشرع في الدين ما لم يأذن به الله وليس تعميماً كما يقول ادعياء السلفية للتدليس على الناس ، فالذي يأتي بشيء في الدين من راسه لم يشرعه الله ورسوله يكون بدعة باطلة.
اما محدثات الدنيا فهي مطلوبة شرعاً وعرفاً.

وحديث من سن في الاسلام سنة حسنة واضح المقصد ويجيز ان يحدث الانسان مافيه مصلحة للناس. 

وسببه أن النبي ﷺ رأى ناساً عليهم آثار الفقر والحاجة فخطب الناس وذكرهم وحثهم على الصدقة فجاء رجل بصرة من فضة في يده كادت كفه تعجز عنها ، ثم تتابع الناس بالصدقات، فقال عند ذلك: من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل، من بعده لا ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعد ذلك لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا. 

ومع كل ماذكرت يظهر لي ان حديث ( كل محدثة بدعة ) على عمومية اللفظ دون التخصيص لايتفق ومنطق الرسول الذي اوتي جوامع الكلم فالحديث مشكوك فيه لانه يعارض قول الله تعالى في القران الكريم : في سورة الأنبياء, الآية 2:
(ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون) 
وفي سورة الشعراء الآية 5:
(وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين).
 والقران هو الذكر كما في سورة ص ( ص والقران ذي الذكر)
 ومن غير المعقول ان الرسول يقول حديث يصادم صريح القران الكريم!!! 

.