في ساعة غروب 

عادة مايكون الغروب هو النذير بالظلمة ، أو البوابة إلى الليل ؛ لذلك لايحبذه الكتاب والشعراء كثيرا إلا من عرف منهم بالتشاؤم . وها أنا قد خرجت في هذا المساء قاصدا الشاطئ الأجمل من شواطئ الحاضرة ، وكان الجو رائعا جدا ، وإيقاع الأمواج يجعل من الزاهد راقصا ، غير أن الشمس كانت تقترب من المغيب ، إذ لم يبق على اختفائها إلا مقدار رمح ، إلا أنها كانت في أبهى حللها ، ترتدي فستانها الذهبي القشيب ، وترسل إلي من أشعتها الذهبية ما يجعلني أصفر اللون ، وكأنها قد تعمدت طلائي بذلك اللون البديع ، 

ماجعلني أقرأ في تلك الأشعة الذهبية التوديع المصحوب بالوعد بفجر جديد جميل غير كل فجر قد مر ، الأمر الذي جعلني أقول اذهبي ياربة النور والضياء فأنا على ثقة أنك لم ولن تعودي إلا بفجر أجمل ومستقبل أعظم ، يترافق مع طوفان الأقصى الذي مازلنا ننتظر قطاف ثماره ...