اليمنية خرجت ولم تعد
طارت اليمنية، وهبطت في صنعاء، ولكنها لم تستطع المغادرة، وقعت اليمنية في يد المليشيات الحوثية، فبعد أن تم احتجاز الطائرة اليمنية الأولى، حلقت الثانية لتلقى مصيرها كما كان مصير أختها، فطارت الثالثة لتكون ثالثة أخواتها تقع تحت سيطرة الحوثي، فجثمت الرابعة إلى جانب أخواتها في مطار صنعاء.
هللي يا بلادي وافرحي يا يمن، فقد فقدنا أربع طائرات في أقل من أسبوع، فهل هناك تنسيق لهذا التسليم السلس؟ هل هناك تخادم بين صنعاء وعدن؟ هل نحتاج لقيادة حكيمة لليمنية؟ هل كان قرار استبعاد العلواني قرارًا صائبًا أم أن عودته باتت ضرورية؟ اليمنية بحاجة لكادر مثل العلواني، ولا بد من إعادة التفكير في إدارة مرافق الدولة، وأن نبتعد عن المناطقية والجهوية، وأن نعتمد الكفاءات الحكيمة في قيادة مرافق الدولة.
طارت اليمنية وحطت في مطار صنعاء، خرجت اليمنية ولم تعد، فتعطلت الكثير من الرحلات، فبالله عليكم كيف تقع أربع طائرات في وقت واحد في يد المليشيات؟ ألم يكن الأجدر بإدارة اليمنية وقف الرحلات إلى صنعاء بعد احتجاز أول طائرة، أو قبل ذلك؟ لأن النوايا تسبق العمل، وأعتقد أن نية الخطف قد كانت مبيتة، فلماذا تقاعست إدارة اليمنية؟ ولماذا لم توقف الرحلات إلى صنعاء الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي؟
سيظل الحوثي يلعب بأوراقه في الشمال والجنوب، وسيظل المواطن يتجرع نتائج نزواته، وستلعب جهات هنا وهناك على معاناة المواطن، فهل سنرى شركات طيران تدخل لخدمة المواطن؟ لنقول لأصحاب هذا التخادم: العبوا على المكشوف، ولا تلعبوا على معاناة هذا المواطن الذي أرهقه كل شيء في هذا الوطن.
اليمنية التي خرجت ولم تعد هي عنوان الانفلات في هذه المرحلة، ودليل على أننا نعيش في مرحلة بلا رأس، فكل قياداتنا أياد تتصارع فيما بينها، فلقد غابت الدولة، فللذين يبحثون عن عودة اليمنية، نقول لهم: ابحثوا أولًا عن عودة الدولة وستعود اليمنية.