أبين محور ارتكاز .. وليست بندق للايجار 

متى تنضج عقولنا في أبين ، وتتجاوز هينات الأمور وسفاسفها ، وتنظر بعين متحدة وأيدي متشابكة نحو هموم الناس وقضاياهم ومعاناة المنطقة ،، لماذا كل هذا التناحر ، ولماذا كل هذا التربص والتخوين لبعضكم .. 
سنة تلف سنة وعقد يطوي عقد من الزمن ولاقدرنا نستفيد ، وجيل سابق يورث لجيل بعده ركام من الخصومات والتنابذ والغاء الآخر ، وعلى ايش ، على الجوع والفقر في ابين .
أكتب هذا وأنا أتابع خلال اليومين الماضيين بيان ينطح بيان بين من نسميهم مشائخ واعيان المنطقة الوسطى ، وكل فئة جلست في مقيل أو صف مدرسة وعملت بيان جردت الأخرى من كل القيم والحقوق ، واختصرت ابين بامتدادها الجغرافي وكثافتها السكانية وتنوعها السياسي والقبلي وحضورها الاجتماعي وصفحاتها المشرفة والمشرقة في النضال في نفسها ، واعطت نفسها الحق في الوصاية ومادونها رعية وابتال وقطيع من العبيد .
ياجماعة الخير ، أليس فيكم رجال أو رجل رشيد يقول كلمة حق وتلتقوا من خلاله على كلمة سوى ، مع انكم مدركين أن همكم واحد وقضيتكم واحدة ، ومعاناتكم واحدة ، اذن لماذا كل هذه الاختلافات والتناحرات وعدم قبول الآخر ..هل كان بالضرورة أن يرضى واجهات وابناء ابين ليكونوا بنادق بيد الغير ، 
ويجب أن يعي الجميع أن أبين محور ارتكاز في كل الظروف والمنعطفات وفعل على الأرض لايمكن تجاوزه وليست بندق للايجار  .
وقبلها خلال شهرين كنت في منزلي بمدينة زنجبار واستقبل يومياً الكثير من النشطاء والشخصيات وهالني كم ماسمعت من تشاكي ومن تعسف البعض على الآخر ، ومن حالات تربص وتخوين ومن مناكفات ووو .
هذا ميدان واسع للسياسة والعطاء وتقديم العون أو تقدم الصفوف لمن وجد في نفسه القدرة والشجاعة والاجماع من الشخصيات الشاب المتقدة حماسة وعطاء والمتعلمة التي تضع ابين واهلها نصب اعينها وفي قلوبها ، بعيدا عن  استجرار شخصيات الماضي المحترقة التي خبرها الناس والزمن ، وجالسة تجر خيباتها واثقال ماضيها المتصارع ، الزمن غير الزمن والظروف غير الظروف ، وكل يوم له دولة ورجال ، ويكذب من يقول أو يرى في نفسه أنه رجل لكل العصور والظروف .. وابين ولادة وليست عقيمة .  
ياجماعة الخير اتقوا الله في انفسكم ،، ولا تتزاحموا والخط فاضي ، خليتوا ابين ومايدور فيها من مناكفات وقصف يومي متبادل اضحوكة أمام الآخرين إلى الدرجة التي عمدوا فيها إلى شيطنة ابين والصاق بها كل التهم والموبقات من القـ،اعدة والاره،اب إلى التحوث إلى ... إلى ... ولم تتركوا هناك أي قيمة لابين ومكانتها وتاريخها وبدلا من تصدرها للمشهد أصبحت اليوم تجر اذيال التخلص من تلك التهم التي الصقت بها بعناية ، لادراكهم عن أهمية ومحورية ابين وكيف ينبغي تحييدها واشغال ابناؤها بكثير من الصراعات البينية الجانبية ، وايكال المهمة لعدد من ابنائها .
وبفعل هذه الاعمال التي تقوموا بها بدلا من التراص للمطالبة بحق ابين ككتلة موحدة سياسيا واجتماعيا في الوظائف وفي الحقوق ، ضاعت ابين واختفى دورها .
قلنا أن قضية المقدم علي عشال بداية الصحوة كي تدرك عقول ابين مايحيط بها ويحاك نحوها، ولكن للأسف يافرحة ماتمت ، فقد افرزت هذه القضية طيفا محدودا مثل فقاعة صابون ، سرعان ماتلاشى وعادت حليمة .. 
واذا بالنفوس تخرج مافيها  على بعض ، ونشرت غسيل عفن ، وكشفت عورات ، ومن يقرأ مايدور في مواقع التواصل الاجتماعي بين أبناء ابين يصاب بالإحباط إلى أي مدى قد شذ القوم وفجروا في الخصومة ، وانهم قد قطعوا طريق طويل المسافة في التباعد كم يحتاجوا من الوقت والجهد للعودة منه وسلك واتباع طريق للتصالح والتسامح ودفن ووأد الخلافات مهما كانت اسبابها تلك التي عفا عليها الزمن لأنها لن تسمن ولن تغني احدا من جوع ، والالتفات والالتفاف إلى قضايا المحافظة وناسها واستحقاقاتها ودورها الذي ضاع في ليل مظلم بفعل ايادي ابناؤها للأسف ..
أقول هذا الكلام بحرقة تفطر القلب ، مما أسمعه في مجالس ومقايل ناس من مناطق مختلفة . وكيف يدور الحديث عن ابين وفقدانها بوصلة الحكمة والعقل والتآخي .
أتذكر أنني خلال العامين فقط دعيت إلى عشرات الاجتماعات وادخلوني في عشرات الجروبات من أجل _ كما يسموه _ توحيد صف ابين والمطالبة بحقوقها ، وسرعان ماتكتشف أن ذلك مجرد ضحك على الذقون وتتم الدعوات لاستغلال الناس لمارب خاصة وعمليات بيع وشراء ، فلم ينجح أيا من تلك المجالس أو الكيانات أو الاجتماعات في تحقيق شيء لابين ، سوى ماجناه اصحابها تحت ذريعة تسويق أنفسهم بانهم قيادات موكلة ومنتخبة للحديث عن قضايا ابين لتقوم تساوم على مطالبها الشخصية ، وقد كنت شاهدا على كثيرا منها للأسف . 
اعقلوا يااصحابنا  ، ولتكن منكم امة تدعو للخير وتتصدر المشهد بحب وتاخي وتكاتف واعقلوها وتوكلوا ، فان الزمن يتسارع ، والقوا جانبا كل النفايات واتركوا مايفرقكم ، واتفقوا على القواسم المشتركة وانطلقوا منها مع الركب ولا تتركوا للشيطان مرتع بينكم أو يقف بعضكم ضد بعض وكونوا في الاتجاه الصحيح ولا تنابزوا ، وشدوا الهمة  واطلقوا لقطاركم العنان ومن تخلف عن الرحلة حتما سيلحق بكم غدا طالما انكم على جادة الصواب ، وتعبرون عن معاناة ابين وقضايا وهموم ناسها . 
فضل مبارك 
                                                   26/824