الشاعر الذي ذبحنا بشعره.!!
بقلم / منصور بلعيدي
شاعر من هدا الزمان قال:
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا..
ما أطيب اللقيا بغير معاد
عينان سوداوان في حجربهما.. لمع يضيئ بين سواد.
هل انت اسبانية؟! سالتها.. قالت وفي غرناطة ميلادي.
غرناطة!! وصحة قرون سبعة.. في ذينك العينين مهد رقادي.
وأمية راياتها مرفوعة..
وجيادها موصولة بجيادي.
ما أغرب التاريخ كيف أعادني..
لحفيدة سمراء من احفادي.
وجه دمشقي رأيت خلاله.. احفاد بلقيس وجيد سعاد .
ورايت منزلنا القديم وحجرةً.. كانت بها امي تمد وسادي.
والياسمينة رصٌعت بنجومها.. والبركة الذهبية الانشاد.
ودمشق أين تكون؟! قلت ترينها..
في شعرك المنساب ليل سواد.
في وجهك العربي في الثغر الذي.. مازال مختزلاً شموس بلادي.
ومشت معي والشعر يلهث خلفها.. كسنابل تركت بغير حصاد.
والزخرفات اكاد اسمع نبضها.. والزركشات على السقوف تنادي.
قالت هنا الحمراء زهو جدودنا.. فاقرأ على جدرانها امجادي.
امجادها.!! ومسحت جرحاً نازفاً..
ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي.
يا ليت وارثتي الجميلة ادركت..
ان الذين عنتهم اجدادي.
عانقت فيها عندما دعتها..
رجلاً يسمى طارق ابن زياد.
حقا لقد كانت ابياتاً شعريةً قاتلةً..
ذبحتنا بغصة خانقةً .. وسحبت من مئاقينا زفرة قهر وألم على ماضينا التليد الذي اضعناه بايدينا.