سجن الأمن والمخابرات بصنعاء أبرز معالم الإجرام الحوثي
بعد انقلاب المليشيا الحوثية وسيطرتها على العاصمة صنعاء وعلى العديد من المدن والمحافظات اليمنية، أنشأت قيادة الجماعة النازيه وكر الأمن والمخابرات في العاصمة المختطفة صنعاء وخصصته لتنفيذ أعمالها وانتهاكاتها الإجرامية والانتقامية، ومارست فيه أصناف العذاب والهلاك والإجرام الوحشية.
وقد شَهد هذا المعتقل على مدار السنوات الماضية العديد من الانتهاكات التي طالت المعتقلين سواءً كانوا من المعارضين السياسيين أو الصحفيين أو حتى من الموظفين والمدنيين الذين لا علاقة لهم بالصراع بين المكونات السياسية.
ومن أبرز الجرائم والانتهاكات التى تحدث في معتقل الأمن والمخابرات الحوثي، الاعتقالات التعسفية والممنهجة للمواطنين من مختلف الفئات، حيث يتم اختطاف واعتقال واحتجاز الأفراد بناءً على تهم كاذبة وغير واضحة أو بسبب آراء سياسية معارضة أو مواقف طائفية ودينية مخالفة أو تقارير وظيفية كيدية بشكل انتقائي، بناءً على الانتماء السياسي أو المناطقي أو العرقي أو الديني ودون مراعاة لأي ضمانات قانونية أو أعراف قبلية أو إنسانية.
كما يتم فيه الإخفاء القسري للمختطفين لفترات طويلة قبل إظهارهم في زنازين وعنابر المعتقل ليواجهوا محاكمات صورية غير عادلة أو ليتم استخدامهم كأدوات للضغط السياسي أو القبلي أو الوظيفي أو لتنفيذ مشاريع ومخططات طائفية أو لتحقيق مكاسب مادية.
بالإضافة إلى الاحتجاز في ظروف غير إنسانية، حيث يشهد سجن الأمن والمخابرات الحوثي ظروفاً قاسية وكارثية وغير إنسانية من حيث غُرفه الضيقة والغير مهواة، والتهوية السيئة ، والنقص الحاد في المواد الغذائية والمياه النظيفة والرعاية الطبية اللازمة مما يزيد من معاناة المعتقلين اليومية.
وأيضًا غياب المساءلة والشفافية في إدارة المعتقل التى لا تخضع للمساءلة والمحاسبة عن انتهاكاتها غير المبررة، حيث يُمنع الوصول إلى السجناء من قبل عائلاتهم ومن قبل المنظمات الإنسانية، مما يضاعف من معاناة المعتقلين وأسرهم المقهورة. كما يتم في المعتقلات التعذيب والمعاملة القاسية، حيث كشف العديد من المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم بفدية أو نتيجة الضغوطات القبلية أو الدولية أو عبر صفقات التبادل السياسيه، عن تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي عبر الضرب المبرح والتعليق لفترات طويلة والحرمان من النوم والطعام والتهديد بأدوات حادة والتهديد باختطاف واعتقال وتعذيب ابنائهم واخوانهم واقاربهم من أجل الاعتراف بالتهم الكيدية الموجهة إليهم مما يجعل حياة المعتقلين وأُسرهم في خطر مستمر.
إضافة إلى التصفية الجسدية بأساليبها وطرقها الحديثة والمتعددة، حيث شهدت بوابة المعتقل خروج العشرات من المعتقلين إن لم يكونوا المئات من هذا المعتقل جثثاً هامدة.
وأيضًا التعمد في إطالة فترة الاعتقال لأغلب المعتقلين لعدة سنوات دون محاكمة ودون اتخاذ أي إجراءات قانونية ، حيث يقبع الآلاف من المعتقلين المدنيين خلف قضبان المعتقل الإجرامي بدون تهم أو محاكمة وبدون مناقشة لقضياهم أو تهمهم الكيدية.
إن الجرائم والانتهاكات التي تحدث في سجن الأمن والمخابرات الحوثي بالعاصمة المختطفة صنعاء في ظل غياب النظام والقانون، تبرز التحديات الكبرى التي تواجه حقوق الإنسان في اليمن والتي تحتاج إلى مضاعفة الجهود المحلية والدولية للضغط على قيادة العصابة الحوثية لضمان حماية وحقوق المعتقلين والقيام بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم المرعبة .