الصين والعرب والتحديات

تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال افتتاح منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين، يوم الخميس 5 سبتمبر 2024م، بتمويل مشاريع في أفريقيا بقيمة 50 مليار دولار على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ووعد بتعميق التعاون في مجال البنية التحتية والتجارة مع قارة أفريقيا.

هذا التعاون الصيني الافريقي، يوجه له نظير في التعاون الصيني العربي، يتمثل في القمة العربية الصينية التي انعقدت القمة الأولى لها في ديسمبر 2022 بمدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية، والتي كانت بين قادة جامعة الدول العربية ورئيس جمهورية الصين الشعبية، إضافة إلى المنتدى الوزاري للتعاون العربي الصيني الذي عقد اجتماعه العاشر في نهاية مايو 2024م، ولكنه أقل أهمية من القمة العربية الصينية التى تعتبر علامة فارقة في تعزيز التعاون بين الجانبين.

في نهاية مايو 2024م، أعلن الرئيس الصينى شى جين بينج، خلال الاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربي- الصينى، أن بلاده ستستضيف القمة العربية - الصينية الثانية فى عام 2026م، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الصينية "شينخوا".

هذه القمة المقبلة يمكن العقد عليها بدرجة رئيسية إلى جانب المنتدى الوزاري العربي الصيني - وفي ظل الثقل الذي أصبحت تشكله الصين في موازين القوى الكبرى - لتعزيز التعاون العربي الصيني في مختلف المجالات، سيما والصين تبنى علاقتها على المستوى الدولي وفق مبدأ التعاون المبنى على الكسب المشترك والمنافع المتبادلة.

وفي الوقت الذي يشكل هذا التعاون المشترك مع الصين فرصة للعرب ككل، فإن من جانب آخر تعترضه تحديات كبيرة تتمثل في النفوذ الغربي بقيادة أمريكا بالعالم العربي وعلى وجه الخصوص الخليج العربي، سواء عبر المصالح أو التواجد العسكري وكذا الاتفاقيات الأمنية، وهذه التحديات تتطلب من العرب العمل على تعزيز التعاون مع الصين والأخذ بعين الاعتبار المصالح الغربية والنفوذ، لكون أمريكا والغرب لن يقبلوا منافس يكون متفوق على حضورها في العالم العربي، بمعنى تعاون تدريجي مع الحفاظ على موازين القوى الكبرى المتنافسة، التى حتى وإن صعدت فيها قوى منافسة إلى أن أمريكا لا تزال هي القطب العالمي الوحيد حسب الواقع.

6 سبتمبر 2024م