ماذا يعني مفهوم واسلوب ضبط وتهذيب النفس.؟

أمر الله -سبحانه وتعالى- العباد بتهذيب أنفسهم وتزكيتها وتطهيرها من المعاصي والذنوب والعيوب كافّةً، قال تعالى في كتابه العزيز: (قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا)، فمن ترك نفسه دون تزكية أو تهذيب فهو في خسارةٍ دائمة، ومن زكّاها وطهّرها ممّا يَعلق بها من الذّنوب هو الذي يُفلح وينجو من عذاب الله وينال رضوانه، فلا ينبغي للمسلم أن يُفسِح لنفسه المجال في فعل ما يحلو لها من اتِّباع الهوى، والخوض في حرمات الله وارتكاب المعاصي، بل يجب أن يجعل لنفسه محطّاتٍ دوريّةٍ منها ما هو سنويّ، ومنها ما هو شهريّ، ومنها ما يكون أسبوعيّاً، فيُذكِّر نفسه بالجنة والنار، ويُراجع أعماله، ويُحاسب نفسه على تقصيرها إذا رأى أنه مُقصّر، ويُحفِّزها إذا وجد نفسه مُقبلاً على الله. قال رسول الله -عليه الصّلاة والسّلام- في ذلك: (الكَيِّسُ مَن دان نفسَه وعمِل لما بعدَ المَوتِ، والعاجِزُ مَن أتبَعَ نفسَه هواها وتمنَّى على اللهِ)، ولهذا فقد نبّه الكثير من العلماء إلى ضرورة مُراقبة النّفس وتهذيبها عملاً بالنصوص الواردة بهذا الصدد، ومن الأعمال التي ينبغي على المسلم أن يقوم بها كي يُهذب نفسه.

ضبط النفس عن الشهوات.

يُقصَد بضبط النَّفس عن الشهوات:

قدرة النَّفس على التّحكُّم بقوَّة الشَّهوة والمحافظة على التوسط والاعتدال فيها، حيث لا تميل إلى الإفراط والفجور حتى الشَّراهة، ولا إلى التفريط حتى الجمود، بل تكتفي النَّفس وتقتصر على القدر الذي يقيم الجسد ويحفظ عليه صحَّته، على أن يكون ذلك بما يرضي الله -تعالى- ووِفق أحكامه وشرعه، وتجدر الإشارة إلى أنّه لا يقتصَر ضبط النَّفس وتوازنها في القوَّة الشهوية فحسب بل في كافّة الملذَّات والرغبات، لذا قال الله -تعالى-: (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى)، والهوى:

هو كلُّ ما قد تميل إليه النَّفس من الحرام والمعاصي والمآثم التي تغضب الله -تعالى- منها ولا يرضى عنها، والله -سبحانه- جعل أجر وثواب من تمكّن من ضبط نفسه وزجرها عن ذلك الجنّة والفوز بها لقوله -تعالى-: (فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى).