فواجع الزمن برحيل الأوفياء* *العقيد عبدالقادر بدر راجح البوبكري هامة وطنية جسدت أروع صور النضال والصفات الإنسانية
أبين الآن /خاص
.
بقلم/عقيد حقوقي عبدالله حسن علي الناخبي
العقيد عبدالقادر بدر راجح أحد القامات الشامخة والكوادر الشرطوية والأمنية المؤهلة، فقد عرفته زميل عمل منذ عام 1993م حتى عام 1997م أثناء عملنا في شرطة مديرية رصد ثم بقي معي ومع كل زملائه حريصاً على التواصل سواء بالاتصال بالهاتف أو من خلال وسائل التواصل الأخرى إلى أن أتانا الخبر المؤلم بوفاته.
عرفت فيه صفات الضابط المخلص والنزيه في عمله والإنظباط في أداء مهامه والمحب لوطنه ومجتمعه، وعرفناه الإنسان المتواضع خارج الوظيفة بخصاله الحميدة وأخلاقه العالية، والصلاح، وحب الخير لمجتمعه وأهله من خلال اسهاماته المجتمعية الأخرى بأعمال الخير وحرصه على ثقافة التسامح ونشر قيم الخير والسلام والمحبة في المجتمع، وهذه هي الخصال التي كان يتميز بها عن كثيراً ممن عرفناهم.
كان الفقيد بشوشاً مبتسماً هادئاً حكيماً في تصرفاته ومتزناً في تقديره للأمور واتخاذ القرار المناسب، وذو نظرة عميقة وواسعة للحياة وصاحب رأي سديد إذا نصح أو أسهم برأيه.
كان فقيدنا يرى في المناصب تكليفاً لاتشريفاً.. لذلك كانت تسعى إليه المناصب دون أن تكون همه الرئيسي في اللهث ورائها أو وراء حطام الدنيا الفانية ومتاعها الزائل بل كان همه كيف يكون ضابطاً مخلصاً في عمله واميناً في أداء وظيفته
لانه كان يدرك أنها لا تخُلد ذكرى الأوفياء والمخلصين إلا بالإخلاص للوطن وأداء الأمانة بالوظيفة وفعل الخير والعمل الصالح.
كان فقيدنا يحلم دائماً أن يرى وطنه الجنوب معافى من الفتن والمؤامرات مستقراً أمناً قوياً، واستمر متمسكاً بتلك المبادى والقيم المثلى التي جبل عليها إلى آخر أيام حياته.