الطريق الى أحور

بالأمس ببالغ الحزن والأسى تلقيت خبر وفاة والدة الأخ العزيز رائد العمل الإنساني والخيري، وحامل مشعل الثقافة والإعلام في مديرية أحور الاستاذ سعيد الخضر العمودي مدير مكتب الإعلام في مديرية أحور، وذلك إثر جلطة دماغية في إحدى مشافي العاصمة عدن، وذلك في تمام الساعة السابعة والنصف من مساء يوم الخميس الموافق 3/ أكتوبر/ 2024م.

اتصل برفيق الدرب والطريق والاخ صاحب الفزعات، وصاحب المواقف الإنسانية الأخ الذي لم تلده أمي الدكتور ياسر باعزب، تحركنا على متن سيارته إلى المستشفى، ووجدنا أنه تم نقل والدة الأخ سعيد إلى مسقط رأسها في مديرية أحور، تجهزنا واتجهنا صوب أحور بعد أن جهزنا السيارة وتم ملئها بالوقود من محطة الأمل بحي الممدارة الجديدة، ثم تحركنا والحزن مخيم علينا طوال الطريق.

توقفنا في مدينة أبين وتحديداً في مجمع دوفس للخدمات النفطية وفي مطعم محطة دوفس في تمام الساعة التاسعة مساءً تناولنا وجبة العشاء، وذلك بعد أن تواصلنا أولا مع الاخ حمدي العمودي ابن خالة الأخ سعيد العمودي، وكذلك تواصلنا مع الأخ رجل المواقف والبصمات الطيبة في أحور العقيد أحمد مهدي مدير عام مديرية أحور، والحقيقة أن الرجل صاحب أخلاق جمة، وأدب كبير طلب منا المبيت عنده، وفي الصباح ننطلق إلى قرية الأخ سعيد العمودي وهي قرية المساني الشرقية ولكننا اصرينا على مواصلة الطريق إلى ذات القرية، وبالفعل انطلقنا من مجمع محطة دوفس، وطوال الطريق ونحن نتبادل أطراف الحديث أنا ورفيق دربي ورفيق السفر الدكتور الاميز الدكتور ياسر باعزب، الذي مهما قلت فيه فهو قليل في حقه، وصلنا إلى مدينة شقرة الساحلية وذلك في تمام الساعة العاشرة مساءً توقفنا في مجمع البيحاني نأخذ بعض الأغراض منه، وبعد ذلك انطلقنا إلى أحور .

وطوال الطريق إلى أحور لفت انتباهي كثرة النقاط العسكرية على طوال الطريق المؤدية إلى أحور، ومنه إلى حضرموت، وما لفت انتباهي أيضاً وضع أولئك الجنود المتعبون والمنهكون، ووضعهم المادي البائس، حيث أن بعضهم كان يستوقفنا في أكثر من نقطة أمنية، ويسألنا هل لديكم شربة ماء، الحقيقة لقد حز في نفسي هذا الأمر، معقول لا يملكون حتى شربة ماء، كيف سوف يحمون الطريق، بينما لا يستطيعون على توفير شربة ماء.

واصلنا المسير حتى دخلنا مدينة أحور، مدينة السلام، ومدينة العلم والثقافة، مدينة الحب، مدينة البسطاء والطيبين، وكان في استقبالنا الأخ العزيز الذي رافقنا إلى قرية المساني الشرقية الإعلامي بكري العولقي نائب مدير مكتب الإعلام في أحور، وانطلقنا إلى المساني وكان في انتظارنا أيضا الأخ مزاحم الأمين العام لمنتدى أحور الثقافي، انطلقنا صوب قرية المساني الشرقية في طريق مسفلت وضيق في جهة البحر، وصلنا إلى قرية المساني الشرقية قرية صغيرة وهادئة على مقربة من البحر، وبطبيعة الحال فأغلب أهلها يعيشون على صيد السمك، وفي القرية استقبالنا أهالي القرية الطيبة، وقمنا بواجب العزاء والمواساة للأخ العزيز سعيد الخضر العمودي، وكان ذلك في تمام الساعة الثانية من  فجر الجمعة..

الحقيقة اكرمونا أيما كرم وجلسنا نتبادل أطراف الحديث مع الأخ سعيد وأهل القرية كان الحقيقة حديثاً شيقاً وممتعاً للغاية، على نور القمر وجلوساً مع كبار السن، ورأيت الناس كيف يصبرون الأخ سعيد،  وكيف الاحتساب الأجر والثواب من الله، وسمعت كلمات الشكر والثناء على الله، وعلى ما كتب رأيت أناس تملىء قلوبهم يقيناً وإيماناً، وهم يرددون كلنا راحلون من على ظهر هذه الحياة، الحقيقة أن هذه الكلمات أثلجت صدري، ظللنا نتبادل أطراف الحديث إلى أن أذن المؤذن لصلاة الفجر، بعدها قمنا إلى صلاة الفجر، وانتظرنا إلى شروق الشمس واجتماع الناس وقامت الصلاة على الجنازة، وقد صلى عليها جمع غفير من الناس يتقدمهم مدير عام مديرية أحور العقيد أحمد مهدي، ومدير عام مكتب الإعلام في أبين رفيقي في الطريق الدكتور ياسر باعزب، وآل المشهور وآل الحامد ، وجمع من كل أنحاء أحور قاطبة.

انتهينا من الدفن، وعدنا إلى منزل أحد أقرباء الأخ سعيد العمودي حيث تناولنا وجبة الإفطار والحقيقة لقد بالغوا في إكرامنا أيما كرم، وبعد الانتهاء من وجبة الإفطار طلبنا الإذن في الرحيل والعودة إلى عدن، مع أنني ما كنت أريد أن أترك أحور، وأهلها الطيبون، أناس في قمة الأخلاق، لكن الحقيقة كان لي ولرفيقي في السفر الدكتور ياسر باعزب اشغال لابد منها في عدن.

ودعناهم وركبنا سيارتنا إلى عدن وأخذنا معنا رفقاءنا من أحور كل من: بكري العولقي نائب مدير مكتب الإعلام في أحور، والاخ مزاحم الأمين العام لمنتدى أحور الثقافي، تركناهم في مدخل مدينة أحور بعد الإلحاح منهما بذلك، ونحن أكملنا طريقنا إلى عدن، كانت رحلة طيبة جمعنا فيها بين الأجر والثواب وجبر خاطر أخونا سعيد الخضر العمودي، وبين تغيير جو، وصلنا إلى مدينة عدن قبل صلاة الجمعة بساعة.

وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أخي الحبيب الدكتور ياسر باعزب على هذه الرحلة الطيبة التي جمعنا فيها بين الأجر والثواب وبين لقاء الأحبة في أحور.

ودمتم سالمين