التفكير خارج الصندوق.!!
حينما نحصر تفكيرنا في زاوية مامضى من احداث ومعطيات الزمن الغابر وندور معها في دائرة مغلقة يحرم الخروج منها ، فاننا نظل حبيسي الماضي بكل سيئاته ومساوئه بعيدا عن آيجابياته ونغفل الباب في وجه التفكير خارج الصندوق الذي يفتح لنا آفاق رحبة في فهم تطورات الحياة بجميع مناحيها العلمية والثقافية والسياسية والدينية.
لكننا نغمض عيوننا عن رؤية مستجدات الحياة وكيفية موائمتها مع معطيات الدين الاسلامي المتجدد دوماً ، والسير بهذا المنحى يوقعنا في اخطاء جسيمة ماكان لنا ان نقع فيها.
هناك روايات في السيرة النبوية تروي احاديث واحداث غير منطقية ولاتليق بعاقل ولكن لكثرة ترديدها صارت مسلمات وهي في الواقع نصوص مشكوك في صحتها ولاتصح منطقاً ولاعقلاً ولا ديناً.
ومنها : رواية ان الرسول (ص) تزوج بعائشة رض وعمرها 9 سنوات وفي بعضها تقول ان عمرها كان 7 سنوات ولكنه دخل، بها وعمرها 9 سنوات.
هذه الرواية لا تصح لا عقلاً ولا ديناً ولا منطقاً..
فمن غير المعقول ان نبي الله يتزوج طفلة وهو المبعوث رحمةً للعالمين.!!
لا بل ويدخل بها وعمرها تسع سنين.!!
والمضحك ان بعض مشائخ الغفلة يحاولون اقناع الناس بان زمن عائشة كان فيه الفتيات يبلغن سن البلوغ وعمرهن صغير.. وهي تبريرات سطحية ساذجة ولا تليق بمن يدعي العلم الشرعي ابداً.
هذه الرواية حمل كبرها اهل السنة والجماعة ويروونها برضا تام وهم انما يقدحون في سيرة الرسول (ص) بقصد او بغيره ويجعلون اليهود والنصارى يتخذون مثل هذه الروايات مادة دسمة لتشوية الرسول ص ومن خلاله تشويه الاسلام طبعاً.
انها رواية لاتصح في الفهم القويم والعقل السليم..
والعقلاء الذين يفكرون خارج الصندوق يجدون ان الرواية غير صحيحة فكيف ذلك؟!
يقول المؤرخون الاسلاميون ان اسماء بنت ابي بكر الصديق كانت اسن من عائشة بعشر سنوات وقد ماتت عام 72 للهجرة عن عمر 100 سنة ..
اذن اذا فعلنا حسبة نجد ما يثبت كذب رواية زواج الرسول ص، بعائشة وعمرها 9 سنين..
الحسبة= 72 وقت موتها + 13 سنة ( مدة البعثة في مكة)= 85 عاماً + عمر اسماء قبل البعث 15سنة يضاف الى الـ 85 ليصبح مجموع السنين 100 سنة وهو عمر اسماء..
ولان عائشة اصغر من اسماء بعشر سنين فانها اذن ولدت قبل البعثة بـ 5 سنين ومكثت في مكة 13 سنة بعد البعثة وهاجرت الى المدينة ثم تزوجها الرسول (ص) في المدينة فاذا جمعنا عمرها قبل البعثة 5+ بعد البعثة13+ حوالي سنتين بعد،ك الهجرة الى المدينة يطلع عمر عائشة عند زواج الرسول بها 20 سنة تقريباً ولايقل أبداً عن 18 سنة.
وفي حال كهذا فانه من الواجب الحتمي اعادة النظر في تراثنا الاسلامي وتنقيحة وتصفيته مما علق به من شوائب الدهر.. بعيداً عن التمسك به على علاته تحت مبررات واهية تضر ولا تنفع.