رمضان ـ وقوى الشر!
بقلم: حسين السليماني الحنشي
الصمود والثبات من الدروس الإيمانية التي يأخذها المسلمون من رمضان، لم تجعل لقوى الشر منفذ يدخلون إلى إفساد الروح الإيمانية حيث تعيش الناس النفحات الرمضانية ، مما جعل تلك القوى تمارس كثير من التلاعب، فهم يقفون بكل ما أوتوا من قوة ضد الإسلام وشعائره؛ لأن الإسلام وقف ضد الظلم والاستبداد والاحتكار، وبناء مؤسسات نادرة في مكافحة الفساد حيث غرس الإيمان والعمل الصالح في بناء الفرد الذي لم تعرفه البشرية من قبل، فأصبح الحاكم والمحكوم يشكلون عنصر بناء متكامل.
فلماذا يحاربون الإسلام والمسلمين ويحاولون ألا يبقوا لهم مقدار طرفة عين من ليل أو نهار يتمتعون با قامة الشعائر الإسلامية؟! عشرات السنين... بل مئات السنين،وهم يأسسون طرق متعددة للحرب...!! وفي كل موسم يجددون أسلحتهم من أجل القضاء على تلك العشائر التي تنزف قلوبهم حقداً، وتجدهم يزيدون في إنفاقهم وبناء العناصر المخربة حتى يصلون الى هدم المسجد من روادها.... فأصبح رمضان أكبر كابوس مزعج لهم إلى جانب موسم الحج...!
فشعارهم على مدار الساعة
لن نتركم ولن نترك لكم مناسككم ولن نترك لكم رمضان!!
رمضان الذي يسكب الدروس والارشادات الإيمانية في كل أوقات المسلمين، وتجد الناس تتلقى كل تلك الإرشادات بالقبول والتسليم، وكأن رمضان كرماح تنهش في أجسادهم؛ لأنه شهر ليلا ونهارا يزكي القلوب ويهذب السلوك... حيث جعل الله في رمضان مجالا هائلا للطاقة الروحية التي تحتاجها الأمة لتجدد جوارها الإيمانية، وتعود إلى ربها، بل وتنتصر على عدوها مهما كان ضعفها وقوتها..
ملايين العصاة تابوا في رمضان، وملايين النفوس المتشاحنة تصافت في رمضان...
مليارات النقود خرجت من أصحابها بسخاء بنفس عجيبة في رمضان…
لأن طمأنينة الدنيا، وسكينة القلوب، الناتجة عن الجو الإيماني الرمضاني، جعل الأمة لحمة واحدة تشعر بنفس الشعور وتعيش حياة الإنسان السوي، ولازال رمضان مدرسة بها قناديل تضيء دروب الليل من مآذن التراويح، ونوافذ البيوت، رمضان السلاح ذو حدين، تأثيره وسحره الذي لا يقاوم عند المسلمين وغيرهم، فلا بد أن يحارب بين الناس، بالمنع حتى تصرف القلوب عنه، وهكذا منذ قرون طويلة من المجرمين، في الماضي من بث روح العداوة بالسخرية، والحرب المباشرة أو بإعداد برامج موجهة وذات جودة عالية في الإعلام طوال شهر رمضان تناسب كل الأعمار والأجناس، كل هذا وما زال رمضان فينا يقاوم، وداعي الإيمان فينا يقاوم، والمصحف في البيوت ما زال يقاوم لوسائل الإعلام الهابطة الممتلئة بالرذيلة.
وسيبقى رمضان مدرسة الإيمان على مدار الأزمان.