5 أكتوبر هو يوم المعلم.. ويا رب زيده
عندما كنا صغارًا كنا نسمع آباءنا عندما يغضبون من أحد يقولون له: والله ما اليوم إنه يومك، و5 أكتوبر هو يوم المعلم، ففي هذا اليوم يتذكر صاحب البقالة المعلم الذي لم يقض دينه، ويتذكره صاحب الصيدلية، ويتذكره ذاك الذي أقرضه مبلغًا من المال ولكنه لم يقض دينه، في هذا اليوم يتذكره الغافلون.
انهار الوضع المعيشي للمعلم، وتأقلم المعلم مع وضعه الحالي، وأظنه لن يتكلم حتى وإن أصبح راتبه لا يساوي شيئًا، ولهذا جاء 5 أكتوبر ليحتفل الجميع بيوم هذا المعلم الساكت على الباطل، ويشاركونه هذا الاحتفال، فهذا اليوم هو يوم المعلم، ويا رب زيده.
5 أكتوبر لهذا العام هو يوم جلد المعلم، وهو يوم صبره على الفقر والحاجة، هو يومه لمواجهة صاحب البقالة، هو يوم يبرر فيه المعلم عجزه عن سداد ديونه، وعجزه عن تعليم أولاده، هو يوم يسخر فيه المسؤولون من هذا المعلم باحتفالهم بيومه، ولكنهم لا يعطونه حقوقه.
5 أكتوبر هو يوم المعلم، وكنا نسمع من آبائنا عندما يغضبون من أحد، يقولون له: والله إنه يومك، وبالفعل هذا هو يوم المعلم، فهو يتجرع فيه أنواع المهانة والذل، وأي ذل بعدما يعجز المعلم عن أكل لقمة حلال زلال من راتبه، وأي ذل عندما يقف عاجزًا عن علاج أولاده، فتراه يريق ماء وجهه لعله يتحصل على مبلغ مالي كدين حتى يفرجها الله، ولا يجد من يقرضه.
5 أكتوبر هو يوم المعلم، وهو يوم بهذلته، فحيوا معي المعلم في يومه المعلوم من بين كل الأيام هذا اليوم الذي يتكشف فيه المعلم، ويعلو اسمه ليلاحقه الجميع مطالبين بحقوقهم منه.