ثورة 14 أكتوبر .. ومواقف يمنية رائعة.!!
{ يا أكتوبر انا الانسان.. بدرك يذكرني بذكرى وثورة
يا أكتوبر انا الايمان اسمك يشجعني ويدفعني لنور ة.}
ثورة 14 أكتوبر كانت امتداداً لثورة 26 سبتمبر التي كانت السند لها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي وحتى الاهداف الثورية كانت اهداف ثورة 26 سبتمبر ولم تكن لثورة اكتوبر اهدافاً مستقلة عنها بل مستمدة منها.
انطلقت اول شرارة لثورة 14 اكتوبر من عدن الباسلة بتفجير اول قنبلة في مطار عدن ثم تلتها المواجهات المباشرة التي دارت رحاها في جبال ردفان الشماء معلنة بدء المقاومة ضد الاحتلال البريطاني..
وكانت جبال ردفان حصينة للثوار وقريبة من الشمال للجوء اليه عند الضرورة فكانت الانطلاقة القوية منها.
وحين اشتداد الضغط على الثوار كانوا يلجأون الى تعز هرباً من الانجليز
فكانت تعز ملاذ ثوار الجنوب الآمن يلجأون اليها كلما اشتدت عليهم الاوضاع في عدن وكانت تعز نعم الحاضنة الثورية لثوار الجنوب يستقبلونهم بترحاب كبير ويوفرون لهم مايحتاجونه من مسكن ومأكل ومشرب ، ولايضيقوم بهم ذرعاً .. بل يقفون الى جانبهم بقوة ويمدونهم بما بستطيعون لاستمرار النضال المسلح ضد الاحتلال البريطاني..
وحتى بعد الاستقلال حينما اختلف الرفاق في عدن على السلطة وطردوا جزء منهم بقيادة سالمين وجماعته لم يجدوا غير تعز ملاذاً آمناً لهم حتى استتب الوضع في عدن فعادوا منتصرين.
كل هده المواقف الرائعة من ابناء المحافظات الشمالية مع ثوار الجنوب كانت هي السبب الرئيس لاستمرار النضال الثوري والتي أمدته بالديمومة والحياة حتى تحقق الاستقلال الناجز في 30 نوفمبر 67م
ولم يسجل التاريخ اي هفوة او نقطة (اذى) ضد الجنوبيين الهاربين من جحيم الاستعمار بل على العكس كان ابناء الشمال يتسابقون لدعم ثوار الجنوب وتقديم لهم ما يستطيعون.
وتلك كانت تعبيراً واضحاً وجلياً عن صدق المشاعر ودفء الاخوة وعمق المحبة وسلامة النوايا تجاه اخوانهم الجنوبيون..
انها مواقف اصيلة وكذلك يصنع ابناء الاصول ..
مواقف يستحقون عليها فائق الثناء وعظيم الامتنان ورد الجميل ( وهل جزاء الاحيان الا الاحسان).
وبعد نضال مرير وتضحيات جسام تم جلاء اخر جندي بريطاني من عدن جنوب اليمن في 30 نوفمبر 67م
وعبر الشاعر لطفي جعفر أمان عن الفرحة الغامرة للشعب اليمني في الجنوب بتحقيق الانتصار والجلاء بقصيدة شعرية غاية في الجمال قال:.
بلادي حــر:
على أرضنا بعد طول الكفاح
تجلى الصباح لأول مره
وطار الفضاء طليقاً رحيباً
باجنحة النور ينساب ثره
وقبلت الشمس سمر الجباه
وقد عقدوا النصر من بعد ثوره
وغنى لنا مهرجان الزمان
بأعياد ثورتنا المستقره
واقبل يزهو ربيع الخلود
وموكب ثورتنا الضخم اثره
تزين اكليله ألف زهرة
وينشر من دمنا الحر عطره
ويرسم فوق اللواء الخفوق
حروفاً تضيء..
لأول مره بلادي حرة.